وهؤلاء يذهبون إلى أنّه لا يجوز زيادة الألف في مثل «لم يغزوا» ، لأنه لا يلتبس واوه بالواو التي من نفس الكلمة ، إذ لو كانت من نفس الكلمة لأذهبها الجازم.
ومنهم من ذهب إلى أنّها فارقة بين الضمير المنفصل والضمير المتصل في مثل «ضربوهم» ، إذ لو كانت الهاء والميم تأكيدا للضمير وضربوهم إذا كانت مفعولة (١). وهذا اللبس لا يعرض إلّا مع واو الضمير ، فألحقت الألف لواو الضمير إذا كان بعدها ضمير منفصل ، أعني ضمير الرفع ، وأسقطت مع ضمير النصب ، ثم زيدت بعد كل واو جمع ، وإن لم يلحقها ضمير متّصل.
وأما الذي زيد لغير الفرق ، فكلّ إدغام يكون من كلمتين ، فإنّك تكتب الحرف المدغم على الأصل قبل الإدغام ، فكتب : «من يومين» بالنون ، على الأصل ، ولذلك جعلوا للام التعريف المدغمة فيما بعدها صورة ، نحو : «الرجل» ، لأنّها من كلمة وما أدغمت فيه من كلمة أخرى ، إلّا الموصولات فإنّ لام التعريف منها لا تثبت لها صورة نحو : الذي والتي ، لأنّها لما لزمت الموصول صارا كأنهما كلمة واحدة ، إلّا اللذين فإنّك تكتبه بلامين.
ومنهم من ذهب إلى أنّ لام التعريف إنما كتبت مفصولة لئلا يلتبس الخبر بالاستفهام عن النكرة ، ألا ترى أنك لو كتبت : أرجل فعل كذا ، لالتبس بقولك : أرجل فعل كذا؟ وكذلك حكم لام التعريف إذا دخل عليها لام الجر ولام الابتداء ، إلّا أن يفضي ذلك إلى اجتماع ثلاث لامات في نحو : للّيل وللّسان ، فإنك لا تثبتهما في الخط ، إلّا أنك أثبت ألف الوصل مع لام الابتداء فرقا بين لام الابتداء ولام الجر.
وأمّا «أن» إذا وقعت بعدها «لا» ، ففيها ثلاثة مذاهب : منهم من يكتب «أن» مفصولة النون من «لا» على ما ينبغي أن تكتب عليه كل مدغم من كلمتين. ومنهم من يكتب نون «أن» مفصولة من لام الابتداء إذا كانت «أن» مخففة من الثقيلة ، لفصل الاسم المضمر بين النون وبين «لا» ، فإذا كانت الناصبة للفعل كتبتها متصلة على اللفظ.
ومنهم من يكتب النون مفصولة ان أدغم بغنة ، وغير مفصولة إن أدغم بغير غنّة ، لأنه إذا أدغم بغنة ، فكأنه قد أبقى بعض النون ، وإذا أدغم بغير غنّة لم يبق للنون أثر ، والصحيح أن تكتب مفصولة على كل حال.
وأما «ممّا» فلا يخلو أن تكون «ما» الداخلة عليه «من» حرفا أو اسما ، فإن كانت حرفا ، فإنك لا تفصل نون «من» و «ما» لأنّهما قد صارا كالكلمة الواحدة ، فإن دخلت على «ما» التي هي اسم ، فلا يخلو أن تكون «ما» استفهامية أو خبرية. فإن كانت استفهامية كتبت
__________________
(١) كذا ، وواضح أن في العبارة سقطا ، فالعبارة مضطربة.