هو على لغة من يقول : «بسم الله» ، ثم خفف ، كما يقولون في «إبل» : «إبل» ، وعليه قوله [من الرجز] :
٦٨٠ ـ باسم الذي في كلّ سورة سمه |
|
[قد وردت على طريق تعلمه] |
ومما حذف منه همزة الوصل : «ابن» ، بشرط أن يكون مفردا مذكّرا صفة واقعا بين اسمين علمين ، أو ما يقارب العلمين ، وهو الكنية واللقب.
ومما نقص منه كل ما في أوله همزة الوصل إذا تقدّمها همزة الاستفهام ، نحو : «استخرج» ، فتدخل عليه همزة الاستفهام ، فتقول : «أستخرج»؟ إلّا أن تكون همزة الوصل مفتوحة ، نحو : «أألرجل» (٢)؟ ، فإنك تثبتها في الخط ، وسبب ذلك لو قلت : «الرجل» ، وحذفتها ، لالتبس الخبر بالاستفهام ، فلذلك ثبتت في الخط ، فتقول : «أالرجل»؟ فإن تقدّم همزة الوصل المفتوحة لام الجر حذفت ، نحو : «للرجل».
ومما نقص منه ما يجتمع فيه ألفان ، نحو : «كساء» ، أو «رداء» ، و «يا إبراهيم» ، و «يأيّها». ومما نقص منه ما يجتمع فيه ثلاث ألفات ، مثل : «سماوات» ، تحذف منه ألف واحدة ، فتبقى ألفان ، ومنهم من يحذف ألفين ، وتبقى واحدة. والذي يحذف واحدة يفرّ من توالي الحذف.
__________________
٦٨٠ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص ٨ ؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٥٨ ؛ وشرح شواهد الشافية ص ١٧٦ ؛ وشرح المفصل ١ / ٢٤ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٤٠١ ، ٤٠٢ (سما) ؛ والمقتضب ١ / ٢٢٩ ؛ والمنصف ١ / ٦٠ ؛ ونوادر أبي زيد ص ١٦٦.
المعنى : يقسم بالله الذي ذكر اسمه في كلّ سور القرآن الكريم ، وهذه السور تدلّنا على طريق واضح نعلمه حقّا.
الإعراب : «باسم» : جار ومجرور متعلّقان بفعل القسم المحذوف. «الذي» : اسم موصول في محلّ جرّ بالإضافة. «في كلّ» : جار ومجرور متعلقان بخبر مقدّم محذوف. «سورة» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «سمه» : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. «قد» : حرف تحقيق. «وردت» : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (يعود على سورة) ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة. «على طريق» : جار ومجرور متعلّقان بـ «وردت». «تعلمه» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
وجملة القسم المحذوفة : «أقسم» : ابتدائيّة لا محل لها. وجملة «في كل سورة سمه» : صلة الموصول لا محل لها. وجملة «وردت ...» : في محل جرّ صفة لـ «سورة». وجملة «تعلمه» : في محل جرّ صفة لـ «طريق».
الشاهد فيه قوله : «بسم الذي» حيث ما جاء على صورة الحذف إنما هو تخفيف لا حذف.
(١) وتقلب الألف فيه مدّة : آلرجل.