ومما نقص منه ما اجتمع فيه واوان ، مثل : «طاووس» و «ناووس» (١) و «رؤوس» إلّا أن يكثر الحذف ، نحو : «اشتوى» ، فإنّك إذا ألحقت به واو الضمير ، فتقول : «اشتووا» ، فتبقى الواو ساكنة مع الألف فتحذف الألف ، فلو حذفت الواو لكثر الحذف.
ومما حذف منه ما اجتمع فيه ثلاث ياءات مثل : «النبيّين» ، فتحذف واحدة منها فيبقى اثنتان (٢).
ومما نقص منه أسماء الأعداد ، نحو : «ثلاثة» ، و «ثمانية» ، و «ثلاثة عشر» ، و «ثمانية عشر» إلّا ما حذف منه ، فإنّه لا يحذف لئلا يكثر الحذف ، نحو : «ثمان عشرة» أو «ثمان» لأنّه قد حذفت الياء ، فلو حذفت الألف لكثر الحذف.
ومما حذف منه الألف كلّ جمع سلامة بالواو والنون ثانيه ألف ، من الصفات بشرط أن تدخل الألف واللام عليه ، نحو : «الضاربين» ، و «الغانمين» ، و «الكافرين» ، إلّا أن يكون جمع السلامة مدغما أو منقوصا. فإن كان مدغما ، مثل : «العادّين» ، فإنك لا تحذف منه الألف ، لئلا يتوالى عليه الإجحاف بالحذف والإدغام.
وكذلك إن كان منقوصا ، مثل : «القاضين» ، فإنّك لا تحذف منه الألف لئلا يكثر الحذف.
ومن الحذف حذفهم الألف من أسماء الإشارة ، مثل «أولئك» ، لكثرة الاستعمال.
وما بقي فهو مكتوب على لفظه بالنظر إلى الابتداء والوقوف ، نحو : «يأتيك» ، يكتب بالألف نظرا إلى الابتداء ، أو «قائمة» تكتبها بالهاء نظيرا إلى الوقف. وينقسم قسمين : قسم كان ينبغي أن يكتب موصولا ، فكتب مفصولا ، وقسم كتب على ما يجب أن يكتب عليه.
فالذي كتب موصولا ، وكان ينبغي أن يكتب مفصولا كتابتهم «إنّ» وأخواتها إذا دخلت عليها «ما» الحرفية موصولة ، فرقا بينها وبين «ما» الاستفهامية ، وكان الذي كتب موصولا «ما» الحرفية ، لأنّ الحرف أشد اتصالا بما قبله من الاسم. والذي كتب موصولا ، وكان ينبغي أن يكتب مفصولا كل كلمتين إذا كان الواحد منهما على حرف ، نحو : «بك» ، تكتب الباء على حرف متصلة بما بعدها ، إلّا أن تكون من الحروف التي لا تتصل ، فإنّها تكتب مفصولة نحو : «وزيد».
وكذلك «منك» تكتب من متصلة بالضمير ، لأنّه على حرف واحد ، كذلك «منها» و «منه» لأن هذه زوائد على الضمير.
__________________
(١) كذا ، كتبت الكلمتان بواوين ، والوجه أن تكتبا بواو واحدة ، والكتابة بواوين جائزة اليوم.
(٢) وهذا الحذف غير سائغ اليوم.