الجنس تاء التأنيث ، لأنّهم أرادوا به في صفة المدح ، وصفة الذم «غاية» ، و «غاية» مؤنثة ، فلذلك دخلت تاء التأنيث.
وقسم تدخل فيه في المذكر والمؤنث بغير مبالغة ، مثل : «امرأة ربعة» ، و «رجل ربعة» ، كأنهم أرادوا : نفسا ربعة.
وقسم تدخل فيه تاء التأنيث إمّا عوضا ، أو للدلالة على العجمة ، أو على النسب ، وذلك في كل جمع على وزن «مفاعل» أو «مفاعيل» ، فمثال ما دخلت فيه عوضا : «زنادقة» ، التاء عوض من الياء في «زناديق» فلم يجمع بينهما. ومثال ما دخلت فيه للدلالة على العجمة «موازجة» (١) و «سبابجة» (٢).
ومثال ما دخلت فيه عوضا من ياءي النسب «مهالبة» ، و «أشاعثة».
وقد يجتمع النسب والعجمة مثل «البرابرة» فلا تدخل تاء التأنيث على ما كان من الجموع على مثل «مفاعل» أو «مفاعيل» إلّا أن يكون مما ذكرنا. وإنما دخلت تاء التأنيث على العجمة ، لأنّها تناسبها ، لأنّهما معا من العلل المانعة للصرف ، وعوضت من ياء النسب ، لأنّها تناسبهما ، ألا ترى أنّها يفرد بها الواحد من الجمع ، كما يفرد بتاء التأنيث ، تقول : «روميّ» و «روم» ، كما تقول : «شجرة» و «شجر».
وأمّا ألف التأنيث فتعرف كونها للتأنيث بأن يكون الاسم التي هي فيه غير منون ، وليس فيه مانع يمنع صرفه إلّا الألف. وما عدا ذلك لا يعلم أنّ ألفه للتأنيث إلّا في أوزان معلومة ، وهي ما كان من الأسماء على وزن «فعلاء» ، و «فعالى» ، أو «فعلى» الذي مؤنثه «فعلان».
وكذلك الهمزة يعلم أنّها منقلبة من ألف التأنيث بأن يكون الاسم الذي هي فيه ممنوع الصرف ، ولا مانع له منه إلّا الهمزة ، وما عدا ذلك لا يعلم إلّا بأن يكون الاسم على وزن «فعلاء» غير مضاعف ، مثل «ضوضاء» ، أو «فعلاء» ، أو «أفعلاء» ، أو «فعالاء» ، أو «فعولاء» ، نحو : «دبوقاء» (٣) ، أو «فعللاء» ، نحو : «عقرباء» ، أو ما ألحق بـ «فعللاء» ، أو «فعولاء» ، أو «فعلليلاء» ، نحو : «قرقنيساء» (٤).
__________________
(١) الموازجة : جمع موزج ، وهو الخفّ ، فارسيّ معرّب.
(٢) السبابجة : قوم من السند والهند يكونون مع رئيس السفينة البحرية يحرسونها.
(٣) الدبوقاء : فضلات الحيوان.
(٤) لم أقع على معنى هذه الكلمة فيما عدت إليه من معاجم.