فأخبر عنها إخبار المؤنث. ومن أمثالهم : «يداك أوكتا وفوك نفخ» (١). فقال : «أوكتا».
وكذلك «الرجل» مؤنّثة لوصفها بالمؤنث. قال الشاعر :
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة |
|
ورجل رمى فيها الزمان فشلّت (٢) |
وأمّا «الكفّ» فمؤنثة بدليل قولهم : «كفّ مخصوبة». وزعم بعض النحويين أنّه يجوز تذكير «الكفّ» ، واستدل على ذلك بقول الأعشى [من الطويل] :
٦٩٢ ـ أرى رجلا منهم أسيفا كأنّما |
|
يضمّ إلى كشحيه كفّا مخضّبا |
__________________
و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. بشيء : جار ومجرور متعلّقان بـ (أتيت). أنت : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. تكرهه : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنت). إذن : حرف جواب لا محلّ له. فلا : «الفاء» : استئنافيّة ، «لا» : نافية لا عمل لها. رفعت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث لا محلّ لها. سوطي : مفعول به منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. إليّ : جار ومجرور متعلّقان بـ (رفعت). يدي : فاعل مرفوع بضمّة مقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة «أتيت» : جواب القسم في بيت سابق لا محلّ لها. وجملة «أنت تكرهه» : في محلّ جرّ صفة. وجملة «تكرهه» : في محل رفع خبر للمبتدأ (أنت). وجملة «رفعت» : في محلّ جزم جواب الشرط المحذوف ، والتقدير : (إن أتيت إذن فلا رفعت ...).
والشاهد فيه قوله : «رفعت يدي» حيث جاء بـ (يد) مؤنثة بدليل تاء تأنيث في الفعل (رفعت).
(١) ورد المثل في الألفاظ الكتابية ص ٢٤٧ ؛ وأمثال العرب ص ١١٧ ؛ وجمهرة الأمثال ٢ / ٢٤٣ ، ٤٣٠ ؛ والعقد الفريد ٣ / ١٢٠ ، ٤ / ٢١٠ ؛ وفصل المقال ص ٤٥٨ ؛ وكتاب الأمثال ص ٣٣١ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٣٥ (يدي) ؛ والمستقصى ٢ / ٤١٠ ؛ ومجمع الأمثال ١ / ٥٥ ، ٢ / ٤١٤.
يضرب للجاني على نفسه ، وأصله أن رجلا أراد أن يعبر نهرا على سقاء ، فلم ينفخها ، ولم يوكها على ما ينبغي ، فلمّا توسّط النهر ، انحلّ وكاؤها ، فاستغاث برجل ، فقال هذا القول.
(٢) تقدم بالرقم ١٨٥.
٦٩٢ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ١٦٥ ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٩١ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٥٨ ؛ ولسان العرب ١ / ٣٥٧ (خضب) ، ٩ / ٥ (أسف) ، ٣٠٢ (كفف) ، ١٤ / ٨٢ (بكى) ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٥ / ٢٣٥ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٥ ؛ ومجالس ثعلب ص ٤٧.
اللغة : أسيفا : الأسيف ، الأسير وقيل الأجير. الكشح : من الخاصرة إلى الضلع الخلف.
المعنى : إني أرى رجلا أسيرا بهي الطلعة ، وكأن كفّا مخضبة له قد وضعها على خصره.
الإعراب : «أرى» : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. «رجلا» : مفعول به منصوب