فوصفها بالمذكر وهو «مخضّبا». وهذا لا حجة فيه ، لأنه ممكن أن يقال : «جاء فلانة» ، على تذكير المؤنث ضرورة ، كأنه ذهب بها مذهب «عضو». ويمكن أيضا فيه التأويل على أن يكون «مخضبا» صفة لـ «أسيفا».
وأما «العجز» فأنثى ، تقول : «هي العجز». وفيها لغتان : عجز ، وعجز.
وأما «الكراع» و «الذراع» فمؤنّثتان في مذهب سيبويه. وزعم بعض النحويين أنّهما مذكّران ، واستدلّ على ذلك أنه إذا سمّي بهما مذكر لم يمنع الاسم الصرف ، والمذكّر إذا سمي بمؤنث على أزيد من ثلاثة أحرف منع الصرف مثل أن سمّيت رجلا بـ «زينب» لمنعت الصرف.
والصحيح أنّهما مؤنثتان ، وسبب ذلك أنّ صرف المسمى بـ «ذراع» أو «كراع» كثرة الاستعمال ، فكأنّها اسمان لهما. والدليل على أنّ «الذراع» مؤنثة قوله [من الرجز] :
وهي ثلاث أذرع وأصبع (١)
فيكون عددها بغير التأنيث دليل على أنّها مؤنثة.
وكذلك أيضا جمعها على «أفعل» إذا كان للمذكّر جمع على «أفعلة» في القليل ، وإذا كان للمؤنث جمع على «أفعل» ، كذلك أيضا في «كراع أكرع» دليل على تأنيثه ، وعليه قوله
__________________
بالفتحة الظاهرة. «منهم» : جار ومجرور متعلقان بالفعل أرى. «أسيفا» : صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة. «كأنما» : كافة ومكفوفة لا عمل لها. «يضم» : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. «إلى» : حرف جر. «كشحيه» : اسم مجرور بالياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يضم. «كفّا» : مفعول به منصوب بالفتحة. «مخضبا» : صفة منصوبة بالفتحة.
وجملة «أرى» : ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة «كأنما يضم» : في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله : «كفا مخضبا» حيث إن «مخضبا» نعت لقوله «كفّا» ومخضب وصف مذكر ، وهنا لم يتطابق النعت مع المنعوت ، ولكن الشاعر ذكر النعت حملا على المعنى ، وبيان ذلك أن الكف يطلق عليها لفظ «عضو» والعضو مذكر.
(١) تقدم بالرقم ١٧٤.