والدلو أنثى بدليل قولهم [من الوافر] :
٧٠٨ ـ وليس الرّزق عن طلب حثيث |
|
ولكن ألق دلوك في الدّلاء |
تجئك بملئها طورا وطورا |
|
تجئك بحمأة وقليل ماء |
و «جهنّم» و «سقر» ، و «لظى» مؤنثات بدليل قوله تعالى : (هذِهِ جَهَنَّمُ)(٢). (وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ)(٣). وقوله أيضا : (نَزَّاعَةً لِلشَّوى)(٤).
وكذلك «الطست» و «الطسّ» ، و «الشمس» أنثى. قال الله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ
__________________
٧٠٨ ـ التخريج : البيتان لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص ١٦٠ ، ٣٠٤ ، ٤٢٥ ؛ وجمهرة الأمثال ١ / ٧٤ ؛ وبلا نسبة في أساس البلاغة (دلي) ؛ وفصل المقال ص ٢٩٣ ؛ وكتاب الأمثال ص ١٩٩ ؛ والمستقصى ١ / ٣٣٨ ؛ ومجمع الأمثال ٢ / ٩٠ ؛ والمخصص ١٦ / ٣١.
اللغة : الحثيث : المتواصل ، الشاق. الحمأة : الطين الأسود في قعر البئر.
المعنى : ليس الغنى لمن يطلبه بمشقّة متواصلة ، ولكنّه حظّ يهبه الله ـ جلّ وعزّ ـ لمن يشاء ، والبرهان أن تلقي بدلوك فيمن ألقوا دلاءهم في بئر ماء ، فمرّة تسحبه وقد جاء بالماء النمير ، ومرّة يأتيك بالطين والشوائب ، وهكذا في الأرزاق.
الإعراب : وليس : «الواو» : حسب ما قبلها ، «ليس» : فعل ماض ناقص. الرزق : اسم (ليس) مرفوع بالضمّة. عن طلب : جار ومجرور متعلّقان بخبر (ليس) المحذوف ، بتقدير (وليس الرزق موفورا). حثيث : صفة (طلب) مجرورة بالكسرة. ولكن : «الواو» : استئنافية ، «لكن» : حرف استدراك. ألق : فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة (الياء) من آخره ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت). دلوك : مفعول به منصوب بالفتحة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. في الدلاء : جار ومجرور متعلقان بـ (ألق). تجئك : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي) ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. بملئها : جار ومجرور متعلقان بـ (تجئك) ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. طورا : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلّق بـ (تجئك). وطورا : «الواو» : للعطف ، «طورا» : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلّق بالفعل بعده. تجئك : فعل مضارع معطوف على (تجئك) مجزوم مثله بالسكون ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي) ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. بحمأة : جار ومجرور متعلقان بـ (تجئك). وقليل : «الواو» : للعطف ، «قليل» : معطوف على (حمأة) مجرور بالكسرة. ماء : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة «ليس الرزق ممكنا» : حسب ما قبلها. وجملة «ألق» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «تجئك» : جواب الطلب لا محلّ لها. وجملة «تجئك» : معطوفة على سابقتها لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «ألق دلوك ... تجئك» حيث دلت التاء في (تجئك) على تأنيث الدلو.
(١) سورة الرحمن : ٤٣.
(٢) سورة المدثر : ٢٧ ـ ٢٨.
(٣) سورة المعارج : ١٦.