[٦ ـ فاعلهما المضمر] :
وإن كان فاعلهما مضمرا ، لم يبرز في حال التثنية والجمع استغناء بتثنية التمييز وجمعه عنه في قولك : «نعم رجلين الزيدان» ، و «نعم رجالا الزيدون».
هذا هو كلام العرب ، وحكى أبو الحسن الأخفش أنّ من العرب من يبرز الضمير فيقول : «نعما» ، و «نعموا» ، وحكى ذلك في كتابه عن أبي محمد وأبي صالح السليل ، ثم قال بعد ذلك : إنّي لا آمن أن يكونا قد فهّما التلقين.
ولا يجوز الجمع بين فاعلهما والتمييز والفاعل ظاهر ، فأما قوله [من الوافر] :
٤٣١ ـ تزوّد مثل زاد أبيك فينا |
|
فنعم الزاد زاد أبيك زادا |
ف «زادا» منصوب بـ «تزوّد» ، و «مثل» منصوب على الحال ، وكأنه في الأصل صفة لـ «مثل» (٢) فقدّم فانتصب على الحال لأنّ النكرة إذا تقدّمت نصبت على الحال ، تقديره : تزوّد زادا مثل زاد أبيك فينا فنعم الزاد زاد أبيك.
__________________
٤٣١ ـ التخريج : البيت لجرير في خزانة الأدب ٩ / ٣٩٤ ، ٣٩٩ ؛ والخصائص ١ / ٨٣ ، ٣٩٦ ؛ والدرر ٥ / ٢١٠ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٠٩ ؛ وشرح شواهد المغني ص ٥٧ ؛ وشرح المفصل ٧ / ١٣٢ ؛ ولسان العرب ٣ / ١٩٨ (زود) ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٣٠ ؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٢٦٧ ؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٦٢ ؛ ومغني اللبيب ص ٤٦٢ ؛ والمقتضب ٢ / ١٥٠.
المعنى : يخاطب الشاعر ممدوحه ويدعوه للسير على خطى أبيه في الجود والعطاء اللذين عرف بهما.
الإعراب : «تزوّد» : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «أنت». «مثل» : حال منصوبة ، وهو مضاف. «زاد» : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف. «أبيك» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه من الأسماء الستّة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «فينا» : جار ومجرور متعلّقان بـ «تزوّد». «فنعم» : الفاء استئنافية ، «نعم» : فعل ماض جامد لإنشاء المدح. «الزاد» : فاعل مرفوع. «زاد» : مبتدأ مؤخّر ، وهو مضاف. «أبيك» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه من الأسماء الستّة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «زادا» : مفعول به لـ «تزود» ، منصوب.
وجملة : «تزوّد» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «نعم الزاد ...» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب ، أو في محل رفع خبر للمبتدأ «زاد» ، وتكون بذلك جملة : «زاد أبيك نعم» استئنافية.
الشاهد فيه قوله : «فنعم الزاد زادا» حيث لا يجوز الجمع بين فاعل «نعم» والتمييز إذا كان الفاعل ظاهرا.
(١) الصواب لـ «زاد».