المذكور. وبموته دخل الرعب قلب العدو وساعده الفرور. فغنمت أموالهم وأتلادهم ، وسبيت نساؤهم وأولادهم. ومات منهم خلق كثير. ومات من المخزن ثمانية فوارس ما بين الدواير والزمالة منهم قائدان قول شهير. فحصل في ذلك اليوم للمخزن من الجنرال وأعيان الدولة الثناء الكبير. وبالغوا في شكر المزاري بجيشه وحل بالمخزن المدح الكثير ، قائلا لهم الجنرال هكذا أيها المخزن نعرفكم لما أشفيتم لنا ولأنفسكم العليل ، وأبردتم لنا ولكم الغليل ، وأخذتم الثأر فيمن تسبب في هلاك أبينا وأبيكم مصطفى بن إسماعيل ، الذي لحقنا الحزن منه بجزئه وكله ، وسنجدد الانتقام من العدو لأجله. ثم انتقلت المحلة ونزلت بالكرايش ، وكانت دائرة الأمير نازلة في الرشايقة من بلاد أولاد خلوف لحمل أثار الأحرار الباقية بمحل المعركة بغاية الترايش. وفي رابع جليت من السنة المسطورة ، الموافق للثامن والعشرين من رجب من السنة العربية المذكورة (٢٤١) ، نزلت المحلة بتيارت وسمعت بأن البعض من محلة الأمير أتوا لأخذ حب المطامير الذين هم للمذعنين. فركب المخزن ذو الغل والحقد على قاتل مصطفى ، والسرسور واتبعوهم إلى أن جاوزوهم اللوحة وأوصلوهم لسيدي العابد بالتبيين ، وقتلوا منهم أكثر من مائة وخمسين فارسا ، وغنموا مائة وتسعة عشر من الخيل أغناما حارسا ، ووقف الجنرال أبو هراوة هناك على ربوة / وعرض عليه رايس المخزن الحاج المزاري الخيول المغنومة فصففت أمامه في صحيح المنقول. ولما تأمل فيها بتمامها نزل من فوق فرسه للأرض وأمر المخزن بالنزول ، ثم قام فيهم بنفسه في الحين خطيبا ، رافعا لصوته ترغيبا لهم وتطريبا. وقال أيها المخزن السادات الكرام ، الشجعان الفرسان العظام ، يا جملة مخزن الدواير والزمالة ومن انخرط فيكم ، أنتم سادات الناس وليس لنا شك فيكم. فإني ما أمرتكم أن تأتوا بلا أخبية إلا لتأخذوا من العدو القاتل لمصطفى ثأركم ، وتزيلوا عنا وعنكم العار الذي حل داركم. وذلك مما هو واجب علي أن آمركم به وأعمى عنكم البصر لكون مصطفى قد أحزن الجميع ، وهو الذي دوخ الوطن ولو لا هو وابن أخيه بكم لم يكن لنا أحد بالمطيع. وقد لحقني لأجله الغضب
__________________
(٢٤١) ٤ جويلية ١٨٤٣ يوافق ٦ جمادى الثانية ١٢٥٩ ه وليس ٢٨ رجب.