وبقتاله لزمه. ولما بلغ الخبر للدواير والزمالة خرجوا فورا من وهران ونزلوا بالجرف الأحمر بتليلات ، رائمين القتال الذين يصلو به لأعلى (كذا) الدراجات وفي سادس عشر أوت الموافق لثاني عشر رمضان (٢٤٥) أتاهم الأمر بالذهاب ببلعباس ليكون أمام محلة الجنرال بيدو التي أتت من تلمسان فذهبوا وتلقوا بزيتوني أبي شارب خليفة الأمير على الجعافرة بوادي سفيون ووقع القتال إلى أن أسروه بنفسه وقتلوا منه كثيرا وفر الباقي في حال المغبون.
وأذعن دوي ثابت والأقل من الجعافرة وفرّ الكثير بعدما أخذوا ما بمطامير التل من الحب وحرق التبن في القول الشهير. وفي هذا اليوم نفسه خرج ستمائة فارس من المخزن في الجعافرة بواد الخشيبة المتخرج من سفيون ، فأثخنوا فيهم بالقتل وغنموا غنمة كبيرة وأتوا بالسبي للمخزن فكفاهم الجنرال مكافئة على ذلك بما هو مكنون. وحصل الثناء الجميل للمخزن على فعله ، وما ذلك إلا لكون الفرع في الخصال تابع لأصله. وفي العشرين أوت الموافق للسادس عشر رمضان (٢٤٦) نزلت المحلة بحسيان تود موت ، وتلاقت بالعدو فقاتلته كثيرا إلى أن هزمته وسبت منه كثيرا وأتت بعدة أسارى والزاد في المثبوت. وفي السادس والعشرين من أوت الموافق للثاني والعشرين من رمضان (٢٤٦) خرج الجنرال لموريسير بمحلته / فلقي محلة من محال الأمير التي كانت نازلة بوادي بربور. فقاتلها إلى أن قتل منها كثيرا وغنم أخبيتها وسائر بارودها وسلاحها وكسوتها وغير ذلك من أمتعتها وصار بفرح وسرور. وأما الأمير فإنه ذهب بالمحلة التي كانت معه إلى الحساسنة وهجم على محلة الكلونيل جيري باشتهار ، فقاومته تلك المحلة كثيرا وأثخنت فيه بالقتل والسبي إلى أن رجع إلى الفرار وخلص في تلك الواقعة من الدخول في الحبالة ولما رأى ذلك وتحقق بأنه وإن طال أمره لا بد من وقعة في الحبالة ، وبعث إلى جيشه الذي كان تحت رئاسة خليفته السيد محمد بن علال أحد أولاد سيدي علي بن مبارك الشجاع المشهور. وكان هذا الخليفة يحب الصلح مع الدولة كثيرا وليس كأهل الشرور. وفي السابع عشر
__________________
(٢٤٥) ١٦ أوت ١٨٤٣ م يوافق ٢٠ رجب وليس رمضان.
(٢٤٦) ٢٠ أوت ١٨٤٣ يوافق ٢٤ رجب ، و ٢٦ أوت يوافق ٣٠ رجب ١٢٥٩ ه.
(٢٤٦) ٢٠ أوت ١٨٤٣ يوافق ٢٤ رجب ، و ٢٦ أوت يوافق ٣٠ رجب ١٢٥٩ ه.