لهما هذا المال ، ويحفظه من الضياع ببقاء الجدار قائما حتى يكبرا أو يعقلا ، فيستخرجا المال بأنفسهما ، وقد كان أبوهما من أهل الصلاح «والله يصلح بصلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده» فأمرني ربي أن أصلحه ففعلت ، هذا هو تفسير ما ثقل عليك فهمه والسكوت عنه.
ومكان العظة في هذه القصة ان لا يعجب المرء بنفسه ، ولا يبادر الى الحكم على الشيء حكما مطلقا ، وهو لا يعرف إلا جهة واحدة من جهاته ، بل لا بد من ملاحظة جميع الجهات بدقة ، ومقارنة بعضها مع بعض ، تم ملاحظة الأفضل منها ، فإن المصالح والمضار متشابكة .. فما من أمر نافع إلا وفيه بعض الضرر ، وما من أمر ضار إلا وفيه بعض النفع ، والعبرة دائما بالأكثر.