الإعراب :
حسب تتعدى إلى مفعولين ، والمصدر من ان يتخذوا سادّ مسدهما. وأعمالا تمييز. والذين ضل خبر لمبتدأ محذوف ، فكأنه قيل : من هم الأخسرون؟ فقيل : هم الذين ضل الخ. ووزنا مفعول نقيم أي فلا نجعل لهم ثقلا ، وقال أبو البقاء : تمييز أو حال. وذلك مبتدأ وجزاؤهم خبر ، وجهنم بدل من «جزاؤهم».
المعنى :
(وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً). يشاهد المجرمون غدا منازلهم في جهنم قبل ان يقادوا اليها ، ليكتووا بنارين : نار الرعب ، ونار الحريق (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي). الذكر يسمع بالأذن ، ولا يرى بالعين ، وعليه يكون غطاء العين هنا كناية عن حقد الكافرين على رسول الله (ص) والمؤمنين ، وانهم كانوا لا يطيقون النظر اليه (ص) واليهم (وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) لذكر الله من رسوله الكريم. وبكلمة ان المجرمين لا يطيقون سماع الحق ، ولا النظر الى أهله .. وهذا ما نشاهده بالعيان ، وهو نتيجة حتمية للصراع بين الحق والباطل ، والخير والشر.
(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ). المراد بعبادي هنا المخلوقات التي اتخذها المشركون أنصارا من دون الله ، وفي الكلام حذف أي أفحسب هؤلاء انّا غافلون عنهم؟ .. كلا (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً). هيأنا لهم مكانا في جهنم يليق بشأنهم .. وهذا تماما كقولك لمن تستخف به وتحتقره : أتحسب اني لا أقدرك ، كيف وأنت كهذا الحذاء؟
قيمة الإنسان
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ