بيضاء. ويفقهوا مجزوم بجواب الأمر. وأخي بدل من هرون. وكثيرا صفة لمفعول مطلق محذوف أي نسبحك تسبيحا كثيرا ، ونذكرك ذكرا كثيرا.
المعنى :
(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى)؟ الله يسأل موسى ان يخبره عما في يده ، وهو أعلم به من موسى .. اذن هناك سر .. أجل ، وهو سر عظيم يكمن في هذه العصا ، وقد أراد سبحانه أن يظهره لموسى ، وهو تحوّل العصا الى حية .. وإذا كانت نطفة الإنسان تحمل خصائصه ، والبيضة تحمل خصائص الدجاجة ، والبذر خصائص النبات فان هذه الخشبة اليابسة لا تحمل شيئا من خصائص الحية ، ومع ذلك تحولت اليها .. وهذا هو سر الاعجاز ، وبهذا نجد تفسير قوله تعالى : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) ـ ٩٥ الانعام.
وقال الرازي : من أراد أن يخرج الشيء العظيم من الشيء الحقير يعرضه أولا على الحاضرين ، ويقول لهم : ما هذا؟ فيقولون : هو كذا. وعندها يخرج منه الشيء العظيم .. وهكذا فعل سبحانه مع موسى ، سأله عن العصا ولما أقر بأنها خشبة يابسة قلبها الله ثعبانا ، ثم ضرب بها البحر حتى انفلق ، والحجر فانفجرت منه العيون.
والغريب ان الشيخ المراغي نقل عبارة الرازي هذه دون ان يشير الى مصدرها كعادته في تفسيره من أوله الى هذه الآية ، واحسب ان اللاحق لا يختلف عن السابق ، ومثله تماما نظام الدين النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن ورغائب الفرقان.
(قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى). قرأنا علم المعاني والبيان في كتاب المطول للتفتازاني ، ولما وصلنا إلى باب الإيجاز والإطناب والمساواة ذكر صاحب المطول للاطناب فوائد ، منها الإيضاح ، ومنها التأكيد بالتكرار ، ومنها لذة العلم ، ثم ضرب الأستاذ مثلا للكلام مع الحبيب برواية عن بعض الثقات ، وتتلخص بأن هذا الراوي رأى في منامه محمدا (ص) وموسى بن