خبرها. الا من اذن (من) في محل رفع بدل من الشفاعة على حذف مضاف أي لا تنفع الشفاعة إلا شفاعة من اذن الخ.
المعنى :
(كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ). أشار سبحانه بذلك الى قصة موسى (ع) وأخباره ، والخطاب الى رسول الله (ص) ، ومن للتبعيض ، والمعنى نقص عليك ـ يا محمد ـ بعض انباء الأمم السابقة ، كما سمعت ، وهي عبرة وعظة للناس ، وفي الوقت نفسه تدل على صدقك ونبوتك لأنها من أنباء الغيب (وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً) أي قرآنا ، وسمي القرآن ذكرا لأن فيه ذكر الله وصفاته ، والأنبياء وأخبارهم ، والآخرة وشئونها ، والايمان والكفر ، والخير والشر ، والحلال والحرام ، وخلق السموات والأرض ، الى غير ذلك.
(مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً). ضمير عنه يعود الى القرآن ، وكل من جحد القرآن بالقول والفعل ، أو بالفعل دون القول فقد أعرض عنه ، وحمّل نفسه ما تنوء بثقله ، قال رسول الله (ص) : ما آمن بالقرآن من استحل محارمه. ويأتي الكلام عن ذلك عند تفسير الآية ١٢٤ وما بعدها من هذه السورة.
(خالِدِينَ فِيهِ). ضمير فيه يعود الى الوزر ، والمراد به العذاب بدليل خالدين ، واطلاق الوزر على العذاب من باب اطلاق السبب على المسبب (وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً). بئس ما حملوا أنفسهم من الآثام بسبب إعراضهم عن القرآن (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ). هذا كناية عن بعث من في القبور (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً). وأيضا هو كناية عن خزيهم وسوء حالهم آنذاك .. ومن أطرف ما قرأت في تفسير هذه الآية ما جاء في البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ، قال المؤلف : «الظاهر أن المراد بالزرق زرقة العيون ، والزرقة أبغض ألوان العيون الى العرب ، لأن الروم أعداؤهم ، وهم زرق العيون». وهذا المفسر كان قريب العهد من الحروب الصليبية.