اللغة :
مسلمون مستسلمون منقادون لله وحده. آذنتكم أعلمتكم. على سواء أي ان الإيذان والاعلام يعم الجميع بلا استثناء. والفتنة الاختبار. والمتاع ما يتمتع به قليلا.
الإعراب :
انما بالكسر للحصر ، وانما بالفتح كلمتان (أنّ) المشددة وما الكافة عن العمل ، وإلهكم مبتدأ وإله واحد خبر ، ومعنى الجملة نائب فاعل ليوحى أي يوحى إليّ الوحدانية. وعلى سواء متعلق بمحذوف حالا من المفعول في آذنتكم أي مستوين في الإيذان والاعلام. وان أدري (ان) نافية أي ما أدري ، وقريب مبتدأ ، وما توعدون فاعل قريب ساد مسد الخبر.
المعنى :
(قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). أمر الله نبيه الكريم أن يقول للمشركين : ان الله أوحى إليّ انه وحده لا شريك له في خلقه ولا في علمه ، وهذا الكون بعجائبه وقوانينه يشهد بوضوح على وحدانيته تعالى وقدرته وعظمته .. فلما ذا لا تؤمنون به وتنقادون لأمره؟ وكيف تزوغون عن عبادته الى عبادة أحجار لا تنفع ولا تضر؟
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ). بعد ان لزمتهم الحجة بالتبليغ والانذار أمر الله نبيه الكريم ان يقول لهم : لقد أديت ما علي ، وبلغتكم جميعا رسالات ربي ، ولم يبق لأحد منكم عذر يتعلل به (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ). أنا على يقين من عذابكم ، لأن الله قد وعدكم به وحذركم منه ، ووعده تعالى أصدق الوعد ، وعذابه أشد العذاب ، ولكن لا أدري متى يكون ذلك ، وسواء أكان قريبا أم بعيدا فإنه له أجلا لا يعدوه ، فانتظروا اني معكم من المنتظرين.