(هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا) قيل : ضمير «هو» سماكم يعود الى ابراهيم ، وان «في هذا» متعلق بمحذوف خبرا لمبتدأ محذوف أي وفي هذا شرف لكم ، والجملة مستأنفة. وقيل : «هو» يعود الى الله تعالى وان الاشارة في قوله : (وَفِي هذا) الى القرآن ، والمجرور متعلق بفعل محذوف معطوف على سماكم ، والتقدير ان الله سماكم يا أمة محمد المسلمين في الكتب المتقدمة على القرآن : وأيضا سماكم المسلمين في القرآن .. وكلا التفسيرين جائز لأن ابراهيم (ع) يتكلم بلسان الله. انظر تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) ـ ١٩ آل عمران ج ٢ ص ٢٦.
(لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ). الحاكم غدا هو الله ، والشاهد الأول رسول الله ، والشاهد الثاني أهل العلم بالله ، والرسول يشهد على أهل العلم بالله انه بلغهم عن الله ليعملوا ويبلغوا أمة محمد (ص) وغيرها من الأمم ، وأهل العلم يشهدون على أمة محمد وغيرها انهم بلغوا ما بلغهم الرسول ، فان قصّر أحد من العلماء عن العمل أو التبليغ ، أو من الذين بلغهم العلماء فقد باء بغضب من ربه ومأواه جهنم وبئس المصير. وتقدم مثله في الآية ١٤٣ من سورة البقرة ج ١ ص ١٢٤ (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) هذا تأكيد لما تقدم في الآية السابقة (وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ) تمسكوا بطاعته ، وابتعدوا عن معصيته ، وفي نهج البلاغة : من العصمة تعذر المعاصي (هُوَ مَوْلاكُمْ) ان أطعتم واستقمتم (فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) لمن تولاه واتكل عليه لا على سواه.