أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (٥٤) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (٥٦))
اللغة :
المراد بالأمة هنا الملة. وتقطعوا تفرقوا. وزبرا جمع زبور وهو الكتاب أي افترقوا في اتباع الكتب والمراد بالغمرة هنا الجهل والضلال ، وأصلها من غمرة الماء.
الإعراب :
هذه اسم ان ، وأمتكم خبرها ، وأمة حال ، وواحدة صفة لأمة. وزبرا حال من أمرهم. وانما كلمتان أنّ وما بمعنى الذي وما اسم أنّ ، وجملة نسارع خبر ، والمصدر من أنّ واسمها وخبرها مفعول يحسبون.
المعنى :
في الآية ١٧٢ من سورة البقرة قال سبحانه للمؤمنين : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ). وفي هذه الآية قال للرسل : (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). والغرض ان يبين سبحانه ان الدين الحق هو التقوى والعمل الصالح ، لا التقشف والامتناع عن الملذات والطيبات .. وكل ما تستلذه وتميل اليه نفسك فهو طيب وطاهر عند الله إذا لم ينه عنه ، تماما كما هو طيب عندك .. وفي الحديث : ان الله جميل يحب الجمال ، وان رسول الله (ص) كان يلبس ما تيسر من الصوف والقطن والبرود اليمانية .. ولم يكن يرد طيبا ولا يتكلفه ، وقد أكل