الإعراب :
مثل صفة لمفعول مطلق محذوف أي قولا مثل ما قالوا. وان هذا (ان) نافية. ولله في جميع الآيات متعلق بمحذوف خبرا لمبتدأ محذوف يقدر بما دل عليه السياق أي الأرض ومن فيها لله ، والسموات والعرش لله ، وملكوت كل شيء لله. فانّى تسحرون (انّى) بمعنى كيف في موضع نصب على انها حال ، وقيل : بمعنى أين أي من أين تسحرون.
المعنى :
(بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ). ضمير قالوا يعود الى المشركين الذين كانوا في عهد رسول الله (ص) ، فقد أنكروا البعث ، وتذرعوا بأمرين : الأول الاستبعاد الذي عبروا عنه بقولهم : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ). الأمر الثاني : انهم ما رأوا أحدا مات ، ثم عاد ثانية الى الحياة ، وهذا المعنى هو المراد من قولهم : (لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ). لقد سمعنا هذا من قبلك يا محمد ، وأيضا سمع به آباؤنا ، ولكن لم يظهر له أثر ، فمن الذي مات ، ثم ظهر وأخبر؟ .. ولو تأملوا النشأة الأولى لما أنكروا النشأة الآخرة. وتقدم مثله في الآية ٥ من سورة الرعد و ٤٩ من سورة الاسراء.
وقد جادل سبحانه منكري البعث بالحسنى ، وكشف لهم عن أخطائهم بأسلوب علمي حكيم في ثلاث آيات :
١ ـ (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). أمر نبيه أن يوجه اليهم هذا السؤال لأنهم يقرون ويعترفون بأن الله هو خالق الكون بدليل قوله تعالى : (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) أي ان الأرض بما فيها ملك له ، ولا معنى لملكيته إلا الخلق والإنشاء ، وإذا كان سبحانه قادرا على خلق الأرض فهو أيضا قادر على أن يحيي الموتى (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) تتفهمون وتتدبرون هذه الحقيقة ، وهي : ان من