الإعراب :
كم خبرية تتضمن معنى ظرف الزمان ، ومحلها النصب بلبثتم. وعدد منصوب على التمييز ، وجاز نصب مميز (كم) هنا لوجود الفاصل بينها وبينه ، ولولاه لوجب الجر ، لأن مميز الخبرية واجب الخفض إلا إذا فصل بينهما فاصل. وسنين مجرورة بالإضافة ، وقرئ عددا سنين وعليه تكون سنين بدلا من عدد. وقليلا صفة لمفعول محذوف أي زمنا أو لبثا قليلا. والمصدر من انكم تعلمون فاعل لفعل محذوف أي لو ثبت علمكم. وعبثا مصدر في موضع الحال من خلقناكم أي عابثين. وأنما خلقناكم (أنما) كلمتان أنّ المشددة وما الكافة عن العمل. وانكم عطف على أنما خلقناكم. وهو بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف أي لا إله موجود إلا هو ، ورب العرش خبر بعد خبر. ومن يدع (من) شرطية. وجملة لا برهان له صفة «إلها». فإنما حسابه جواب الشرط.
المعنى :
(قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ). ضمير قال يعود الى الله عز وجل ، أو الى الملك المأمور غدا بالسؤال. والخطاب لمنكري البعث ، والمسئول عنه المدة التي قضوها في الكفر والفساد ، وهم في الحياة الدنيا ، والغرض من هذا السؤال التبكيت والتوبيخ على جحودهم هذا اليوم وسخريتهم ممن كان يحذرهم من هو له وعذابه (قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ) أين نحن من هذا السؤال؟. كفانا ما نحن فيه .. وان كان لا بد من الجواب فقد مكثنا ساعات .. ومن أراد معرفة ذلك فليسأل من كان يحصي علينا أعمارنا وأعمالنا ، ولا يدع منها صغيرة ولا كبيرة ، أما نحن ففي ذهول عن كل شيء. تقدم نظيره في الآية ١٠٣ من سورة طه.
(قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال لهم سبحانه : مكثتم سنوات لا يوما واحدا أو بعض يوم كما قلتم .. ولكن هذه السنوات قليل لأنها الى زوال ، وكل زائل قليل ، وان طال به الزمن ، ولو عرفتم هذه الحقيقة