الإعراب :
المؤمنون مبتدأ ، والذين آمنوا بالله ورسوله خبر. كدعاء بعضكم بعضا دعاء مصدر مضاف الى فاعله وبعضا مفعول ، والمعنى لا تدعوا الرسول كما يدعو بعضكم بعضا. ولو إذا مصدر في موضع الحال أي ملاوذين. والمصدر من أن تصيبهم مجرور بمن محذوفة ويتعلق بيحذر. ويوم معطوف على ما أنتم أي يعلم ما أنتم عليه ويعلم يوم يرجعون.
المعنى :
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) كان المنافقون يتهربون ، ويتسلسل من يكون منهم في مجلس الرسول كلما دعا المسلمين الى أمر هام ، فنزلت هذه الآية لتبين ما يجب للنبي على أمته من الطاعة ، وما يجب للإسلام على المسلمين من التعاون لإعلاء شأنه وكلمته ، وان المسلم الحق هو الذي يستجيب لدعوة الرسول ، ويتعاون مع الجماعة بمبلغ جهده على كل ما فيه خيرهم وصلاحهم بجهة من الجهات ، ولا يتهرب من هذا الواجب متعللا بالمعاذير ، وإذا كان صادقا في عذره أبداه للرسول (ص) ، واستأذن منه ، وهذا الانقياد يجب لكل إمام وحاكم يؤدي حق الرعية وينصح لها بإخلاص.
(إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ) وهم صادقون في أقوالهم ، ومضطرون لقضاء مصالحهم (أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) حقا وواقعا ، أما الذين يتعللون بالاعذار الكاذبة فأولئك هم المنافقون الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم .. ان المؤمن كالجندي يلازم قائده منتظرا منه الاشارة ، ولا يفارقه بحال لأنه لا يدري متى تدعو اليه الحاجة ، فإذا عرض له ما يضطره الى البعد عن قائده طلب منه الاذن (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). فوض سبحانه أمر الإذن للرسول (ص) ، ان شاء أذن ، وان شاء منع ، وأمره