الإعراب :
اسم ليكون ضمير مستتر يعود الى عبده لأنه أقرب من الفرقان ، والمصدر من ليكون مجرور باللام ويتعلق بنزل. والذي له ملك السموات بدل من الذي نزل. وظلما مفعول جاءوا لأنها بمعنى أتوا. وأساطير خبر لمبتدأ محذوف أي هذه أساطير. وجملة اكتتبها حال من أساطير على حذف قد ، أي قد اكتتبها. وبكرة وأصيلا مفعول فيه لتملى ، أي تملى عليه في الصباح والمساء.
المعنى :
(تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً). ان بركات الله عظيمة ، ونعمه كثيرة ، وفي طليعتها هذا القرآن الذي نزله على عبده محمد (ص) ، فإنه يهدي للتي هي أقوم ، وينذر من خالفه بعذاب أليم .. وقد وصف سبحانه محمدا بالعبودية مضافا الى الله تعظيما له وإجلالا ، لأن أعظم الناس من لا يذل ولا يخضع إلا لمن يستحيل في حقه الذل والخضوع .. وأحقر الناس وأذلهم من خضع لغير الله أو اعتز بغير الله. وتقدم نظير هذه الآية في أول سورة الكهف.
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ). هذا رد على عرب الجاهلية الذين أشركوا بالله ، وعلى النصارى الذين قالوا : المسيح ابن الله ، ووجه الرد ان الكون بما فيه ومن فيه مملوك لله ، والمملوك لا يكون شريكا للمالك ، ولا ولدا له (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) بأسبابه وإتقانه ونظامه بحيث يؤدي وظيفته على أكمل وجه .. وبداهة انه لا مكان للصدفة في الإتقان والأحكام ، وانه ما لجأ اليها إلا جاهل أو مكابر.
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً). ان البديهيات يشترك في معرفتها العالم والجاهل ، لأن الإنسان يدركها بفطرته ، ولا يحتاج في معرفتها الى دليل ، بل هي دليل على غيرها ، ومن أوضح البديهيات ان الإله يجب أن يكون قادرا على الخلق والنفع والضر والإحياء والاماتة والبعث والنشر بعد الموت ..