الإعراب :
حاذرون صفة لجميع. ومشرقين حال من واو اتبعوهم. وكلا حرف ردع وزجر.
المعنى :
(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ). أمر الله موسى أن يخرج ليلا هو وبنو إسرائيل من أرض مصر ، وأخبره ان فرعون وجنوده لاحقون بهم لارجاعهم (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ). لما علم فرعون بخروج موسى وقومه جمع لهم ليرغمهم على الرجوع الى سلطانه ، وينكل بهم ما شاء له التنكيل وقال : (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ). من هو موسى وقوم موسى؟ انهم ليسوا بشيء بالنسبة إلينا ، وقد حاولوا إزعاجنا والتمرد على أمرنا .. ولكن نحن لهم بالمرصاد ، وسيذوقون وبال أمرهم .. ولكن فوق تدبير فرعون لله تدبير .. حشد فرعون جيوشه لموسى ، فكان مصيره ومصيرهم الى الإغراق والإهلاك .. قال الإمام علي (ع) : تذل الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير.
(فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ). خرج فرعون وجنوده لينتقموا من موسى ومن معه ، فانتقم الله منهم ، وأخرجهم مما كانوا يملكون وبه يتنعمون .. قصور عالية ، وأنهار جارية ، وقطوف دانية ، وكنوز مخبأة ، ونواد ، وجنينات ، ومسابح ومتنزّهات ، كل هذه وما اليها تركوها الى غير رجعة (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ). قال الطبري والطبرسي : ان الله سبحانه أورث بني إسرائيل ديار فرعون وقومه. وقال أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ، وهذا المعنى هو الظاهر لأن آية أورثناها جاءت بعد آية أخرجناهم. وقال آخرون : ان الله أورث بني إسرائيل مثل ما كان لفرعون وقومه لأن الاسرائيليين لم يعودوا الى مصر بعد أن خرجوا منها.