(وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) ـ ٦٤ غافر. وقال : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) ـ ٤ التين.
٢ ـ العقل ، ولولاه لم يكن الإنسان شيئا مذكورا ، بل لو لا العقل ما عرف الخالق .. فبه نعرف عظمة الله ، وعظمة الكون ، وعظمة العقل ايضا .. قال أحد العقلاء : «إذا كان في الكون نجوم تلمع فان في العقل نجوما تلمع وتبهر ، وإذا كانت الأكوان المحيطة بنا أجساما مشتعلة مترابطة بقوانين دقيقة فان العقل أعظم وأروع ، وإذا كان علماء الفلك يرون في دقة الكون وعظمته دليلا على عظمة الخالق فان تكوين الإنسان اكبر دليل على عظمة الله ، وإذا كان النظر الى السماء يجعل الإنسان يشعر بضالته فان تأمل الإنسان في نفسه يجعله يشعر بعبقريته ، وبعظمة الذي خلقه ، وخلق الأكوان كلها».
فالكون عظيم ، والعقل عظيم .. والكل لا شيء أمام عظمة الحقيقة الكبرى .. والطريق الوحيد لمعرفة هذه العظمة ، عظمة الله والكون والإنسان هو العقل .. (ولا تنس أن العقل ليس وقفا على الإنسان وحده).
٣ ـ الإنسان مستودع حافل بالغرائز والاسرار : علم وجهل. دين وكفر. حب وبغض. حلم وغضب. خوف وجرأة. بخل وكرم. تواضع وعظمة. أمانة وخيانة. ثبات وتقلب .. الى ما لا نهاية .. ولست أدري هل بالغ من قال : «ليس الإنسان كائنا واحدا ، وانما هو ملايين الكائنات العاقلة والمجنونة ، والمتحضرة والمتوحشة».
٤ ـ يتطلع الإنسان باستمرار الى حياة أفضل ، حتى ولو كان في حياة فاضلة ، وفي الحديث : «لو كان للإنسان جبل من ذهب وجبل من فضة لتمنى لهما ثالثا». وإذا كان هذا مثلا لطمع الإنسان فانه يصلح ايضا مثلا لطموحه الى أعلى.
٥ ـ للإنسان شريعة وقيم ، عليه أن يخضع لها ، ويعمل بها ، وعلى أساسها يسأل ويحاسب ، ويكون شريفا أو وضيعا.
٦ ـ يتأثر الإنسان بمن مضى ، ويؤثر فيمن يأتي ، ويتفاعل مع أهل عصره ، يؤثر بهم ، ويتأثرون به .. ومن هنا كان له تاريخ وتراث وآثار ، دون كثير من الكائنات.