تُكَذِّبُونَ) ـ ٢٠ السجدة (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا) بالرغم من وضوحها على وقوع البعث ، جحدوا وأنكروه لا لشيء إلا لمجرد الاستبعاد :
(وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً). تقدم بالحرف الواحد مع التفسير في الآية ٤٩ من هذه السورة.
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً). المراد بأجل هنا اجل البعث والنشر ، وانه كائن لا محالة ، وقد أنكروه ، وهم يرون خلق السموات والأرض ، ويعترفون بان الله هو الذي خلقها وأبدعها وأتقنها بقدرته ، ولكنهم قالوا : لا يعيدها بعد الفناء لان ذلك صعب عسير .. فقال الله لهم : من قدر على إيجاد الشيء من لا شيء فهو على جمع اجزائه بعد تفرقها اقدر .. وتقدم هذا المعنى في العديد من الآيات ، انظر فقرة : الماديون والحياة بعد الموت ج ٤ ص ٣٧٩.
وتعال معي لنقرأ هذا الاحتجاج المفحم ، والإلزام الدامغ لمنكري البعث باروع أسلوب .. ثم قل : ويل للمكذبين :
(قالُوا إِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ. لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ).
(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ)
قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ).
(فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ).
(قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ. وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ).
(قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) أي تخدعون. ـ المؤمنون ٨٢ ـ ٨٩».
وهذا شاهد عيان بأن عقيدة الإسلام تقوم على العلم ، وحرية العقل والرأي .. انظر ج ٣ ص ١٦١ فقرة لا دكتاتورية في الأرض ولا في السماء.