الإعراب :
في جنات بدل من مقام أمين بإعادة حرف الجر. متقابلين حال من واو يلبسون. كذلك خبر لمبتدأ محذوف أي الأمر كذلك. آمنين حال من واو يدعون. وفضلا منصوب على المصدرية أي تفضل تفضلا.
المعنى :
بعد ان ذكر سبحانه المجرمين في الآيات السابقة ، وان موعدهم يوم القيامة ـ ذكر أحوالهم في هذا اليوم ، وهي :
١ ـ (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ). والأثيم من كثرت في الدنيا ذنوبه وآثامه ... وقد بيّن سبحانه ان طعامه يوم القيامة من شجرة اسمها الزقوم ، ووصف ثمرها بأنه (كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ). والمهل خثارة الزيت ، والحميم الشديد الحرارة ، وغير بعيد أن يكون هذا كناية عن أليم العذاب وشدته ، وقال الملا صدرا في الأسفار : ان شجرة الزقوم هي الاعتقادات الباطلة والأخلاق السيئة التي تقود صاحبها الى النار ، وفي بعض الروايات ان البخل شجرة من أشجار النار ، والسخاء شجرة من أشجار الجنة.
٢ ـ (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ). أي يقال لملائكة العذاب : سوقوا الأثيم بعنف الى وسط النار (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ). يومئ هذا الى أن في جهنم ثمارا وحماما وملابس ، وكلها من نار السموم.
٣ ـ (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ). تقول ملائكة العذاب للطاغية الأثيم : لقد أنكرت يوم البعث ، وزعمت انك صاحب الجلالة والعظمة ... فذق الآن جزاء تعاظمك وتعاليك ... ومهما شككت فما أنا بشاك ان الذين يسلبون أقوات العباد ، ويصنعون منها أسلحة جهنمية لقتل الأبرياء الآمنين ونسائهم وأطفالهم ، ولا يرون حقا ولا عدلا إلا فيما يهوون ويشاءون ، لا أشك أبدا ان هؤلاء يستحقون هذا النوع من العذاب ، بل أشد وأقسى لو كان هناك عذاب فوق هذا العذاب. انظر ج ٤ ص ٤٥٦ فقرة «جهنم والأسلحة الجهنمية».