(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) ـ ١٠٧ الأنبياء أي كل العالمين في كل زمان وكل مكان. وأيضا هي تفسير لقوله سبحانه : (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) ـ ٤٠ الأحزاب وأيضا هي أي شهادة برناردشو دليل قاطع على صدق المسلمين في عقيدتهم بأن محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين ، ولا يتصور وجود مثله في الآتين على حد قول برناردشو.
وبعد ، فما هو رأي الشباب المتنكرين لدين آبائهم وأجدادهم؟ ما رأيهم في قول برنادشو؟ وهل هم أعلم وأحرص منه على الانسانية ، ام انهم يتكلمون بوحي من أعداء الإسلام والانسانية من حيث لا يشعرون؟
(فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ) أي مصون. واختلفوا : من أي شيء مصون؟ فقال بعضهم : مصون من التراب والغبار! .. كما في تفسير الطبري. وقال آخرون : انه مصون في اللوح المحفوظ .. وفي رأينا انه لا موجب لهذا النزاع والخلاف لأن الله سبحانه بيّن معنى الصيانة بقوله : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) اي ان القرآن وحي من الله لا من الشياطين ، وما هو بالسحر ولا أساطير الأولين كما يزعم الجاحدون.
واتفق فقهاء المذاهب على تحريم مس كتابة القرآن إلا للمتطهر المتوضئ ، واختلفوا في كتابته وتلاوته لغير الطاهر. فقال الحنفية : لا تجوز كتابته وتجوز تلاوته له عن ظهر قلب. وقال الشافعية : لا تجوز كتابته ولا تلاوته إلا بقصد الذكر كالتسمية على الأكل. وقال المالكية : لا تجوز الكتابة وتجوز التلاوة عن حاضر وظهر قلب. وقال الحنابلة : لا تجوز كتابته ويجوز حمله حرزا بحائل. وقال الإمامية : لا تحرم التلاوة على الجنب إلا سور العزائم الأربع : وهي اقرأ ، والنجم ، وحم السجدة ، وألم تنزيل. وتجوز الكتابة.
(أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ). المراد بالحديث القرآن ، وأنتم خطاب للمنافقين الذين داهنوا ، فأظهروا الاعتراف بالقرآن ، وأضمروا الجحود والإنكار (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ). المراد بالرزق النعمة ، وبالتكذيب كفرانها ، والمعنى ان القرآن نعمة من الله عليكم أيها المداهنون ، فكيف قابلتموها بالجحود والكفران؟. وقال جماعة من المفسرين : انهم كانوا إذا أمطروا قالوا : هذا من