يضاعف خبر ان المصدقين. والذين آمنوا مبتدأ وأولئك مبتدأ ثان و «هم» ضمير فصل والصديقون خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر الأول. والشهداء مبتدأ وجملة لهم أجرهم خبر.
المعنى :
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ). عطف ما نزل من الحق على ذكر الله من باب عطف التفسير إذ لا تغاير بين المعطوف والمعطوف عليه إلا باللفظ والعنوان ، والمراد بالذين آمنوا في الآية فئة منهم ، وقبل بيانها نقدم بأن الايمان يختلف قوة وضعفا ، فمن ايمان من وجبت له العصمة ولا تجوز عليه المعصية كالأنبياء الى ايمان صفوة الصفوة كبعض الصحابة الى من هو دونهم بدرجة .. الى أدنى درجات الايمان.
والمراد بالذين آمنوا هنا من اكتفى من الدين والايمان بالقشور دون اللباب ، وبالظاهر دون الواقع ، ولا يعنيه شيء من أمور الناس والصالح العام. وقد نبه سبحانه هذه الفئة من المؤمنين الى ما أنزله في كتابه من آيات الجهاد ، والحث على اقامة العدل ، ونصرة الحق وأهله ، والإصلاح بين الناس ، نبههم الى حقيقة الدين والايمان بهذا الأسلوب الودود الرحيم : (أَلَمْ يَأْنِ) لعلهم يسمعون ويعقلون.
(وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ). أهل الكتاب هم اليهود والنصارى ، وقست قلوبهم كناية عن إعراضهم عما أنزل الله في التوراة والإنجيل ، والمعنى : ان اليهود انقلبوا على أعقابهم بعد موسى ، وكذلك النصارى بعد عيسى فلا تنقلبوا أنتم أيها المسلمون بعد محمد (ص) كما انقلب أهل الكتاب من قبل ، ومثله قوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) ـ ١٤٤ آل عمران. (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ). المراد بهؤلاء الكثير رؤساء اليهود والنصارى الذين حرفوا التوراة والإنجيل حرصا على مناصبهم ومكاسبهم.
(اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها). قال كثير من المفسرين : ان