الإعراب :
فبايعهن جواب إذا جاءك. ومن أصحاب القبور على حذف مضاف أي من بعث أصحاب القبور والمجرور متعلق بيئس.
المعنى :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ). لما فتح رسول الله (ص) مكة بايع الرجال على الطاعة والجهاد ، ثم بايع النساء :
١ ـ (عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً). انظر دليل التوحيد في ج ٢ ص ٣٤٤.
٢ ـ (وَلا يَسْرِقْنَ) من أزواجهن ولا من غيرهم. وفي كتب التفسير والحديث ان هند ام معاوية قالت لرسول الله عند هذا الشرط : ان أبا سفيان رجل شحيح ، وقد أصبت من ماله ، فأقرّها النبي (ص) على ان لا تزيد عن حاجتها وحاجة أولادها.
٣ ـ (وَلا يَزْنِينَ). انظر ج ٥ ص ٤٢ و ٣٩٧.
٤ ـ (وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ). كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفقر كما أشارت الآية ٣١ من سورة الإسراء : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ).
٥ ـ (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ). هذا كناية عن البطون ، لأن مكان البطن بين اليدين والرجلين ، والمعنى ان لا تكذب المرأة فيما تخبر به من الحمل والطهر والحيض ، فلا تقول : انها في طهر وهي حائض أو العكس ، ولا تدّعي الحمل وما هي بحامل .. وبعض النسوة تدلس على الزوج ، فتوهمه انها حامل ثم تدعي انها أسقطت أو تأتي بلقيط تنسبه الى الزوج زورا وبهتانا.
٦ ـ (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) ولا يأمر النبي (ص) إلا بمعروف ، ولا ينهى إلا عن منكر (فَبايِعْهُنَّ) على الوفاء بما ذكر (وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ) ما تقدم من ذنوبهن (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يغفر للتائبين والتائبات ، ويشملهم برحمته.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ