على جنات. وأخرى مبتدأ والخبر محذوف أي ولكم أخرى ، وجملة تحبونها صفة لأخرى. ونصر بدل من أخرى.
المعنى :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ)!. دعا رسول الله (ص) قومه الى نبذ الشرك والايمان بالله وحده ، فضاقوا به وتألبوا عليه ، وأثاروا حوله الشكوك والافتراءات ... وهكذا يلجأ المبطل المعاند الى اختلاق الأكاذيب ، وتلفيق الأباطيل كلما دعي الى الحق ، سواء أكان الداعي نبيا أم غير نبي (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الذين يفترون على الله الكذب ، ومثله : (لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى) ـ ٦١ طه ج ٥ ص ٢٢٦. (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ). حاولوا القضاء على الإسلام بالدسائس والأكاذيب ، فكان مثلهم في ذلك تماما كالذي ينازع الله في سلطانه ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). المراد بالرسول هنا محمد ، وبالهدى القرآن ، وبدين الحق الإسلام. وقد وردت هذه الآية والتي قبلها بالحرف الواحد في سورة التوبة الآية ٣٢ و ٣٣ ج ٤ ص ٣٣ وما بعدها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ). الدنيا في حقيقتها متجر لكل الناس بلا استثناء ... أبدا لا أحد في هذه الحياة إلا وتنطبع أعماله وتصرفاته بقصد المصلحة والربح ، ولكن المصلحة منها بشعة وقبيحة كالذي يعمل لمجرد. الشهرة وتكديس الثروة بكل سبيل ، ومنها مصلحة حسنة وخيرة كالذي يعمل لسد حاجاته وحاجات الآخرين ... ولأن الربح هو الدافع الأول على العمل فقد عرض سبحانه على عباده تجارة يربحون بها النجاة من غضبه وعذابه ، والفوز بمرضاته وثوابه ، ولا ربح كالأمان والجنان ، وقد حدد سبحانه ثمن هذا الربح بقوله :