اللغة :
فتنة محنة توقع في المهالك. ما استطعتم غاية جهدكم. ومن يوق من يحفظ ويحترز. وان تقرضوا أي وإن تنفقوا. وشكور أي يثيب الطائعين والشاكرين.
الإعراب :
من أزواجكم وأولادكم «من» للتبعيض. ما استطعتم «ما» مصدرية ظرفية أي مدة استطاعتكم. وخيرا خبر يكن مقدرة أي أنفقوا يكن الإنفاق خيرا ، أو نعت لمصدر محذوف أي إنفاقا خيرا.
المعنى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ). جاء في كتب التفسير والحديث ان قوما من مكة أسلموا ، وأرادوا الهجرة الى رسول الله (ص) فمنعهم أزواجهم وأولادهم ، فنزلت هذه الآية تحذر المؤمنين من طاعة بعض الأزواج والأولاد. وقلنا أكثر من مرة : ان سبب النزول لا يخصص دلالة العام ، وانما هو فرد من أفراده ، وعليه فكل زوجة لا تتعاون مع زوجها على ما فيه صلاح الطرفين دينا ودنيا فهي عدوة له ، وأيضا هو عدو لها إذا استنكف عن هذا التعاون معها ، ونفس الشيء يقال في حق الوالد والولد ، بل والأم والأخ ، وكل من يفعل ما يفعله العدو فهو عدو كائنا من كان.
وبهذه المناسبة نسجل ان انتقال الإنسان من العزوبة إلى الحياة الزوجية أشبه بانتقاله من الدنيا إلى الآخرة ، إما إلى جنة وإما إلى نار ، وفي الأغلب إلى الجحيم لا إلى النعيم .. فإن الحياة في العصر الحاضر مع كثير من الزوجات والأولاد ـ عذاب وجحيم .. فلا الولد يرضى من والده إلا بالخضوع والطاعة ، ولا الزوجة ترضى من زوجها إلا أن تكون هي الرجل ، وهو المرأة.
(وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). لا فرق بين العفو والصفح والمغفرة إلا باللفظ ، والقصد من الجمع بينها مجرد التأكيد والترغيب ..