صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ). لا فرق بين الرجل والمرأة أصلا وطبيعة ومسؤولية ، وكل منهما جزء متمم للآخر ولا غنى لأحدهما عن صاحبه ، وفي الرجال الصالح والطالح ، وفي النساء الصالحة وغير الصالحة .. والآية بعيدة عن المقارنة بين الرجل والمرأة ، وانما ضرب الله مثلا بها من دون الرجل تعريضا ببعض أمهات المؤمنين اللائي تظاهرن على الرسول الأعظم (ص) كما جاء في الآية ٤ من هذه السورة ، فإنه سبحانه بعد أن ذكر ان بعض نساء النبي قد تظاهرن عليه ، وهددهن ـ ذكر هنا ان القريب من الله تعالى من قرّبته الأخلاق والأعمال حتى ولو كان أقرب الناس لأشقى الأشقياء ، وان البعيد عنه تعالى من أبعدته السيئات والآثام حتى ولو كان أقرب الناس لأتقى الأتقياء .. أبدا لا محاباة ولا قرابات .. لا شيء على الإطلاق يجدي في يوم القيامة إلا التقى والإخلاص.
وقد ضرب سبحانه مثلا لذلك بامرأة نوح وامرأة لوط ، فقد كانت الأولى تؤذي زوجها وتقول : انه مجنون ، وتفشي أسراره بين المشركين ، وكانت الثانية تعين الطغاة على زوجها وتدلهم على أضيافه .. ومن أجل هذا وصفهما سبحانه بالخيانة التي هي ضد الأمانة لا بمعنى الزنا ، فإن المسلمين يعتقدون انه ما زنت امرأة نبي قط.
والخلاصة ان الله سبحانه أدخل النار امرأة نوح وامرأة لوط لكفرهما ونفاقهما مع انهما كانتا زوجتي نبيين عظيمين ، فكذلك سبحانه يدخل النار أزواج الرسول الأعظم (ص) اللائي تظاهرن عليه ان لم يتوبا الى الله وإليه.
(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). بعد أن ضرب سبحانه مثلا بامرأة نوح وامرأة لوط على ان قرابة الخبيث من الطيب لا تنفعه شيئا ـ ضرب مثلا بامرأة فرعون على ان صلة الطيب بالخبيث لا تضره شيئا ، فقد آمنت آسية بنت مزاحم بالله وكتبه ورسله وكفرت بزوجها فرعون ، فهددها بالقتل فآثرت مرضاة الله ونعيمه على ملك فرعون وسلطانه ، وتبرأت منه ومن عمله ، وسألت الله سبحانه أن يشملها برحمته ، وينعم عليها من فضله. وفي تفسير الطبري : ان فرعون أرسل رجاله اليها ، وقال لهم : أنظروا أعظم صخرة تجدونها ، فإن بقيت