على الايمان بالله فالقوا الصخرة عليها ، وان رجعت فهي امرأتي ، فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء ، فأبصرت بيتها في الجنة ، فمضت على قولها ، فانتزع الله روحها ، وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح. وفي بعض التفاسير ان طلبها من الله أن يبني لها عنده بيتا هو من باب الجار قبل الدار.
(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ). أحصنت فرجها كناية عن طهارتها مما رماها به اليهود من البغاء والفجور ، والمراد بالنفخ من روحه تعالى انه منح الحياة لوليدها السيد المسيح تماما كما منح الحياة لآدم : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) ـ ٢٩ الحجر. والمعنى ان الله سبحانه ضرب مثلا للمؤمنات بالسيدة العفيفة مريم التي آمنت بالله ورسله وكتبه ، فاصطفاها على نساء عصرها ، وصانها من الدنس بفضله ؛ وحملت وليدها بكلمته. وتقدم مثله في أكثر من آية. أنظر تفسير الآية ١٧١ من سورة النساء ج ٢ ص ٥٠٠.