اللغة :
تبارك تعالى عما لا يليق. بيده الملك له التصرف المطلق. ليبلوكم : ليظهر أعمالكم بالامتحان. وطباقا أي يشبه بعضها بعضا في الإتقان كما تقول : هذا مطابق لذاك. والتفاوت الاختلاف أي لا ترى اختلافا في إتقان الصنع. والمراد بالفطور هنا الخلل والنقص. وكرّتين مرتين والمراد بهما هنا أكثر من مرة ومرة بعد مرة. وينقلب يرجع. وخاسئا ذليلا. وحسير كليل. والرجم الرمي. وتميز تتفرق وتتقطع من حنقها. وسحقا. بعدا وهلاكا.
الإعراب :
تبارك فعل ماض ، وقالوا لم ينطق له بمضارع. والمصدر من ليبلوكم متعلق بخلق. وأيكم مبتدأ وأحسن خبر وعملا تمييز. وطباقا صفة لسماوات وهي مصدر بمعنى اسم الفاعل أي مطابقة. وكرّتين قائم مقام المفعول المطلق أي رجعتين مثل ضربته مرتين. وخاسئا حال من البصر. والذين كفروا خبر مقدم وعذاب جهنم مبتدأ مؤخر. وسحقا مصدر مؤكد أي سحقهم الله سحقا.
المعنى :
(تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). علا سبحانه بحوله على كل شيء وهيمن على كل شيء ، ولا يعجزه شيء .. ومن آثار هذه العظمة انه (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ). من اين جاءت الحياة؟ وكيف ذهبت؟ لا تفسير لذلك إلا بوجود الحي الذي لا يموت. أنظر ج ٣ ص ٢٣١ فقرة «من اين جاءت الحياة»؟. أما الحكمة من الحياة في الدنيا ثم الموت ثم البعث فهي ان تظهر أفعال الإنسان في دنياه ، ويثاب عليها أو يعاقب في آخرته. وفي الحديث ان رسول الله (ص) حين تلا هذه الآية فسرها بقوله : «أيكم أحسن عقلا ، وأورع عن محارم الله ، وأسرع الى طاعته».