وقال البعض في تفسير هذه الآية : ان الدجالين يوهمون انهم يعلمون الغيب من النظر الى النجوم ، وان الله سبحانه سوف يرجمهم يوم القيامة بشرر من نار جهنم لأنهم كانوا يقولون رجما بالغيب! .. وهذا التفسير أيضا رجم بالغيب.
(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ). قال صاحب الظلال : قد يظن ان هذا تعبير مجازي .. ولكن جهنم مخلوقة حية تكظم غيظها ، وتنطوي على بغض وكره! .. وأكثر المفسرين على ان المراد ان لجهنم لجبا وكلبا عظيمين ، يكاد من يراها يحسبها غضبى على الكافرين بحيث توشك أن تتقطع أوصالها من الحنق عليهم. وهذا التفسير أقرب الى الافهام والتصديق من تفسير صاحب الظلال الذي يشبه تفسير أهل الظاهر.
(كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ). المراد بخزنة جهنم الموكلون بها ، والقصد من سؤال الخزنة هو توبيخ المجرمين وإيلامهم تماما كقولك لمن أخذ بجريمته : هذا ما جنته يداك.
(قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ). الأنبياء في ضلال كبير! .. ولما ذا لأنهم يدعون الى التوحيد والعدل .. أما العتاة الطغاة الذين يعبدون الحطام والأصنام فهم على بصيرة من أمرهم .. هذا هو منطق أهل الضلال والفساد في كل زمان ومكان (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ). جاءهم الرسل بالبينات من عند الله ، فكذبوا علوا واستكبارا ، وقالوا لهم : أنتم ضالون مضلون تفترون على الله الكذب .. ولما أحاط بهم العذاب ذلوا وندموا واعترفوا بأنهم هم الضالون عن الهدى المكذبون بالحق .. ولكن جاء هذا بعد فوات الأوان ، فكان جزاؤهم الشهيق والحريق. وتقدم مثله في الآية ١٣٠ من سورة الأنعام ج ٣ ص ٢٦٥ والآية ٧١ من سورة الزمر ج ٦ ص ٤٣٣.