(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ). بعد أن قال الرسول الأعظم (ص) للمشركين : أهلكنا الله أو رحمنا ـ قال لهم : كلا أنتم الهالكون لأنكم الضالون المضلون ، أما نحن ففي رحمة الله وعنايته ، ولنا النصر عليكم دنيا وآخرة ، وستعلمون ذلك علم اليقين (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ). الأولى بكم أيها المشركون أن تتوبوا الى الله ، وتشكروه على آلائه التي لا تعد ولا تحصى ، ومنها ماؤكم هذا الذي هو مصدر حياتكم ، ولو شاء سبحانه لغار في جوف الأرض ، ولا رادّ لمشيئته ، فتموتون جوعا وعطشا .. وقال بعض المفسرين ان الله أراد بهذا أن يستميل قلوبهم ويستلين عرائكهم عسى أن يرجعوا الى الرشد .. وليس هذا ببعيد ، فإن أساليب الدعوة في القرآن أنواع وألوان.