لا بكفروا مثل قال له. أم يقولون «أم» للاستفهام. كفى به شهيدا الباء زائدة والضمير فاعل أي كفى الله شهيدا ؛ وشهيدا تمييز. بيني وبينكم بمنزلة الكلمة الواحدة أي بيننا. وما أدري «ما» نافية. ما يفعل بي «ما» مبتدأ والخبر يفعل. ومن قبله متعلق بمحذوف خبرا لكتاب موسى أي وكتاب موسى كائن من قبله. وإماما حال من الضمير في كائن. ولسانا حال من الضمير في مصدق. والمصدر من لينذر متعلق بمصدق. وبشرى عطف على المصدر المنسبك أي للانذار والتبشير.
المعنى :
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ). ضمير عليهم يعود الى مشركي العرب ، والمراد بآياتنا وبالحق هنا القرآن ، وللحق متعلق بقال ، ومعنى بينات ان آيات القرآن واضحة لا غموض فيها ولا تعقيد ، وبالرغم من وضوح القرآن وظهور الدلائل على أنه حق وصدق فقد وصفه المفترون الطغاة بالسحر المبين ، لا لشيء إلا لأنه جعلهم وسائر الناس بمنزلة سواء. وتقدم هذا في العديد من الآيات.
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً). أيزعم المشركون يا محمد ان هذا القرآن افتراء منك واختلاق؟ فقل لهم : كيف أكذب على الله وأنا أشد الناس خوفا منه؟ وهل تغنون عني شيئا من غضب الله وعذابه إن كذبت عليه وافتريت؟ وإنما قال لهم هذا اعتمادا على ما يعرفونه في الرسول الأعظم (ص) من رجاحة العقل وكراهية الكذب وغيره من رذائل الأخلاق. (هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ). ان الله سبحانه لا تخفى عليه خافية من أقوالكم وأفعالكم ، وأنتم محاسبون عليها ، وهو تعالى بما يعلمه مني ومنكم يشهد لي بالصدق والأمانة ، وعليكم بالكذب والخيانة (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) يغفر لكم ويشملكم برحمته ان تبتم وأنبتم.
(قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ). لست بأول رسول يبلغ العباد رسالات