خبر ، وناصرا تمييز ومثله عددا. أقريب ما توعدون مبتدأ وخبر. ومن ارتضى مستثنى منقطع لأن المعنى لكن يظهر على الغيب من ارتضى. والمصدر من ليعلم متعلق بيسلك. وعددا تمييز ويجوز أن يكون في موضع المفعول المطلق لأن أحصى بمعنى عدّ.
المعنى :
(وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً). اختلفوا : هل هذا من قول الله أم من قول الجن؟ وأيا كان القائل فان المعنى واحد ، وهو ان جميع المعابد هي لعبادة الله وطاعته فقط ، سواء أشادها وأقامها المسلمون أم غيرهم (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً). المراد بعبد الله هنا محمد (ص) ، والهاء في يدعوه لله سبحانه ، وواو الجماعة في كادوا لأعداء الله ورسوله ، والمعنى ان رسول الله (ص) حين دعا دعوة الحق تظاهرت عليه أحزاب الضلال ، وكادوا من كثرتهم يكونون كالشعر أو الصوف الذي تلبد بعضه فوق بعض. وفي ذلك يقول الإمام علي (ع) :
«خاض رسول الله الى رضوان الله كل غمرة ، وتجرع فيه كل غصة ، وقد تلون له الأدنون ، وتألب عليه الأقصون ، وخلعت اليه العرب أعنتها ، وضربت لمحاربته بطون رواحلها ، حتى أنزلت بساحته عداوتها من أبعد الدار واسحق المزار» أي أقصاه.
والذي يدل على ان هذا المعنى هو المراد قوله تعالى بلا فاصل : (قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) قل يا محمد للذين تحالفوا على حربك : ما ذا جنيت؟ هل طلبت منكم أجرا ، أو ابتغيت جاها؟ .. كلا ، وانما أعبد الله وأخلص له ، وهو الذي خلق الكون بأرضه وسمائه ، فهل هذا ذنب لا يغتفر؟ (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً). أي نفعا. وأيضا قل يا محمد للمشركين : أنا بشر مثلكم لا أدعي القدرة على التحكم في مصيركم وضركم أو نفعكم ، فالأمر كله لله وحده.
(قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِن