الوحش. ومستنفرة نافرة. والقسورة الأسد ، وقيل : المراد هنا الصيادون. وأهل التقوى أي أهل لأن نتقيه ونخافه.
الإعراب :
كلا حرف ردع. والقمر الواو للقسم. والليل والصبح عطف على القمر وجملة انها لا حدى الكبر جواب القسم. ونذيرا قال البيضاوي : هو تمييز أي لإحدى الكبر إنذارا ، أو حال مما دلت عليه الجملة أي كبرت منذرة. ولمن شاء بدل من للبشر بإعادة حرف الجر. والمصدر من ان يتقدم مفعول شاء أي شاء التقدم أو التأخر. الا أصحاب اليمين استثناء منقطع. ومعرضين حال من الضمير في لهم. والمصدر من أن يؤتى مفعول يريد ، وصحفا مفعول ثان ليؤتى. والضمير في أنه للقرآن المفهوم من سياق الكلام.
المعنى :
(كلا). كفوا أيها المشركون عن اللعب بالنار والاستهزاء بها وبخزنتها (وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ ـ أي أضاء ـ إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ). بعد ان زجر سبحانه الجاحدين أقسم بالقمر والليل والنهار ان النار حق لا ريب فيه ، وانها العذاب الذي لا عذاب فوقه ولا مثله .. وفي القسم بهذه الكائنات إيماء الى ان ذوي البصائر يستدلون بما فيها من بديع الصنع على وجود الصانع ، وان من أوجدها من لا شيء قادر على ان يحيي العظام وهي رميم (نَذِيراً لِلْبَشَرِ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ). حذر سبحانه العباد من النار ودلّهم على طريقها ، وقال لهم : اختاروا لأنفسكم الإقدام عليها أو البعد عنها ، وقد أعذر من أنذر.
(كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ). هذا تعليل لقوله تعالى : (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) والمعنى اختاروا لأنفسكم ، فأنتم مرتهنون بما أسلفتم ، ومدينون بما قدمتم ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشرّ ، وتقدم مثله في الآية ٤٤ من سورة الروم (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ). يعبّر القرآن عن المتقين بأصحاب اليمين والممنة ،