الإعراب :
والذي مبتدأ والمراد به الجنس لا شخص معين ، وأولئك الذين حق خبره. أف لكما أف اسم فعل ولكما متعلق به. والمصدر من ان أخرج مجرور بباء محذوفة. ويلك مفعول لفعل محذوف أي ألزمك الله الويل. وليوفيهم متعلق بمحذوف أي بعثناهم ليوفيهم. وجملة أذهبتم مفعول لقول محذوف أي يقال لهم أذهبتم الخ.
المعنى :
(وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي)؟
من هو هذا الولد الذي يتحدث عنه القرآن ، ويقول : انه كافر عاقّ بوالديه؟ الجواب : ان الله لم يذكر شخصا بالذات ، وظاهر الآية يدل على ان المراد به كل ولد كفر باليوم الآخر ، وله أبوان مؤمنان قد اجتهدا في نصحه وهدايته وخوّفاه من غضب الله وعذابه ، فقال لهما ساخطا متبرما : بعدا لكما كيف يخرج الإنسان من قبره ، وقد أصبح ترابا ويبابا؟ فهل حدث ذلك لغيري في عصر من العصور حتى يحدث لي؟.
وتصدق هذه الآية على الكثير من شباب هذا العصر حتى كأنها نزلت فيهم .. ولو أنهم سألوا وناقشوا بقصد المعرفة والاهتداء الى الحقيقة لوجب علينا أن نرحب بهم وبأسئلتهم ونقاشهم ، ونبذل جهد المستطيع لاقتناعهم عملا بقوله تعالى : (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) ـ ١٨٧ آل عمران وإيمانا منهم بأنهم أحوج الناس للبيان والهداية.
(وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ). استغاثا بالله من كفر وليدهما ، ودعوا عليه بالهلاك ، وأكدا له ان البعث حق. وفي الغالب يكون دعاء الوالدين على الولد أشبه باللغو في الايمان ، ولكن كلمة يستغيثان الله تومئ الى عمق الحرقة واللوعة ، وشدة الألم والأسف لكفر الولد العاق وتمرده ، ومع هذا أصر على الضلال (فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ). أجاب على شفقة والديه ونصحهما بقوله : ان كلامكما هذا لا يعبر عن شيء سوى السخف والأباطيل ..