تستند الى دليل ، والراسخون في العلم يعترفون بالجهل والعجز عن معرفة الغيب ، ولا يقولون ما لا يعلمون.
(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) أي الأرض لقوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) ـ ١٤ المزمل والمعنى ان الأرض تضطرب يوم القيامة بمن فيها ، ويعتريها الخراب والدمار (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) وهي السماء وما فيها تردف الأرض أي تتبعها خرابا ودمارا ، قال تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) ـ ٢ الانفطار. (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ أَبْصارُها خاشِعَةٌ). المراد بالقلوب هنا قلوب المجرمين حيث تدرك يوم القيامة ما يحل بها وبأصحابها من أليم العذاب ، فتنخلع خوفا ورعبا ، ويظهر أثر ذلك واضحا في عيون المجرمين أرباب القلوب الخافقة في ذلك اليوم وقد كانت من قبل كقلوب الانعام السائمة في غباوتها والصخور في قساوتها.
(يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ). الحافرة في اللغة الرجوع الى الحالة الأولى بعد الخروج منها ، والمعنى كيف نعود الى الحياة بعد أن ننتقل منها الى الموت؟ عجبا (أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) بالية لمبعوثون خلقا جديدا! (قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) أنكروا البعث ، فهددهم سبحانه بعذاب الجحيم ، فقالوا ساخرين : اذن ، نحن أخسر الناس صفقة في يوم القيامة!. ثم ما ذا؟ وأية غرابة في ذلك؟ ألستم أنصار الباطل والضلال؟ (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ) ـ ٢٧ الجاثية. (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ). هذا من كلامه سبحانه يرد به على المكذبين الساخرين ، ومعناه ان إحياء الموتى على الله سهل يسير (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) ـ ٥٣ يس. (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) فما ان تنطلق الصيحة حتى يحشر الله الخلق على أرض بيضاء. قال الشيخ محمد عبده : سميت بذلك لأن السراب يجري فيها ، من قولهم : عين ساهرة أي جارية الماء لا ينقطع جريانه منها.