اللغة :
الخنس جمع خانس وخانسة من خنس الشيء إذا رجع والجواري جمع جارية من الجري. والكنس جمع كانس وكانسة من كنس الظبي إذا استتر في المكان الذي يأوي اليه ، والمراد بالخنس والكنس هنا النجوم. وعسعس الليل من الاضداد يستعمل بمعنى أقبل وأدبر ، والمراد هنا الإدبار لقوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) ـ ٣٣ المدثر. وتنفس الصبح أسفر وامتد نوره. والمراد بالرسول هنا جبريل. وذو العرش الله. ومكين صاحب مكانة. والأفق المبين هو الأفق الأعلى الذي ذكره سبحانه في الآية ٧ من سورة النجم ، وضنين بخيل.
الاعراب :
الجواري صفة للخنس. وضمير انه يعود الى القرآن الذي دل عليه السياق ، والجملة جواب القسم. وكريم وما بعده صفة لرسول. وما صاحبكم عطف على انه لقول الخ وكذلك وما هو. أين تذهبون «أين» ظرف مكان منصوب محلا بنزع الخافض أي الى أين ، وفي مجمع البيان : تقول العرب : ذهبت الشام وخرجت الشام أي منها وإليها. ولمن شاء بدل بعض من العالمين بإعادة حرف الجر.
المعنى :
(فَلا أُقْسِمُ). أسلفنا ان «لا» هذه عند أكثر المفسرين زائدة ، وعند البعض منهم نافية على أساس ان الأمر واضح لا يحتاج الى قسم .. ونتيجة القولين واحدة ، قال الشيخ محمد عبده : يؤتى بهذه العبارة إذا أريد تعظيم المقسم به ، وانه لا يعظم بالقسم لأنه عظيم بنفسه (بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) المراد بالخنس الكنس جميع النجوم ، وقيل : بل النجوم الخمس فقط : عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل ، وهي جوار لأنها تدور في أفلاكها ، واختلفوا لما ذا وصفت بالخنس الكنس؟. قال الشيخ محمد عبده ما معناه : ان الله سبحانه وصفها بالكنس