منه. فنزلت هذه الآية قبل ان يصل علي الى رسول الله (ص).
(وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ). ضمير أرسلوا للكفار ، وضمير عليهم للمؤمنين ، والمعنى ان الله سبحانه ما أرسل الكفار رقباء على المؤمنين حتى يحفظوا أعمالهم ، ويحصوا حركاتهم. وقال الشيخ محمد عبده : ضمير أرسلوا للمؤمنين ، وضمير عليهم للكافرين ، والمعنى قال الكافرون : ما أرسل الله المؤمنين ليرشدونا ويعظونا. وهذا القول خلاف الظاهر وبعيد عن الافهام.
(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ). وضحك المؤمنين من المجرمين في اليوم الآخر ـ خير وفضيلة لأنه استخفاف بأعداء الله ، أما ضحك المجرمين من المؤمنين في الدنيا فهو جريمة كبرى لأنه استخفاف بأولياء الله (عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) الى صنع الله بأعدائه وأعدائهم ، وتنكيله بمن كان يهزأ بهم ويضحك منهم (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ). ثوّب أي جوزي. ضحك الكفار من المؤمنين في الدنيا ، فأضحك الله المؤمنين من الكفار في الآخرة ، واحدة بواحدة ، ولكن شتان ما بين الاثنتين.