الإعراب :
والسماء الواو للقسم. وذات البروج صفة للسماء. واليوم وما بعده عطف على السماء. وقتل جواب القسم ، وقيل الجواب محذوف. دل عليه قوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) والتقدير : لقد ابتلي المؤمنون من قبلكم بأكثر مما ابتليتم. والنار بدل اشتمال من الأخدود. وذات الوقود صفة للنار. إذ هم «إذ» في محل نصب بقتل. والمصدر من أن يؤمنوا مفعول لنقموا .. وفرعون وثمود بدل من الجنود على حذف مضاف أي جنود فرعون وثمود.
المعنى :
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ). كل ما علاك فهو سماء ، أما البروج فقيل : هي الكواكب العظيمة ، لأن كل كوكب منها يبدو للعيان كالبرج العظيم ، وقيل : هي المنازل الاثنا عشر التي تعرفها العرب ، وتقطعها الشمس في سنة بظاهر الرؤية وهي برج الحمل والثور والجوزاء ، والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت .. وسواء أريد المعنى الأول أم الثاني أم هما معا فان الغرض هو التنبيه الى ما في الكواكب من دقة الصنع وبالغ الحكمة لنستدل بذلك على وجود الخالق وعظمته (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) هو يوم القيامة.
(وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ). تعددت الأقوال وتضاربت في معنى الشاهد والمشهود هنا ، وقد أنهى بعض المفسرين الأقوال الى ٤٨ قولا ، منها ١٦ في معنى الشاهد ، و ٣٢ في معنى المشهود! .. وقال الشيخ محمد عبده : المراد بالشاهد هنا كل ما له حس يشاهد به ، والمراد بالمشهود الشيء المحسوس الذي وقعت عليه المشاهدة ، واستدل على صحة هذا التفسير بأمرين : الأول انه الحقيقة الظاهرة من دلالة اللفظ. الثاني ان الله سبحانه أقسم أول ما أقسم بكواكب السماء ، وفي هذه الكواكب غيب وشهادة ، أما الشهادة فلأن نورها وحركاتها وطلوعها ومغيبها كل ذلك يرى بالحس والمشاهدة ، وأما الغيب فلأن حقيقتها وما فيها من قوى لا يدرك بالمشاهدة والحواس .. ثم أقسم سبحانه باليوم الآخر ، وهو غيب صرف