المشاق ، والى كبح الميول والرغبات بخاصة بذل المال في سبيل الخير ، ومن الأعمال الصالحة أو من أهمها ما أشار اليه سبحانه بقوله : (فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ). فك الرقبة عتقها حيث كان في المجتمع آنذاك عبيد وإماء ، والمسغبة المجاعة ، والمقربة القرابة في النسب ، والمتربة الفقر الشديد بحيث بلغ بصاحبه ان يفترش التراب ، والتواصي بالصبر ان يوصي المؤمنون بعضهم بعضا بالصبر على الجهاد لإحقاق الحق ، ورفض الاستسلام للباطل ، وأيضا ان يتواصوا بالرحمة ، وهي المواساة وحب الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه ، ومجمل المعنى ان الذي أنفق أمواله حبا بالشهرة والظهور لم يتجاوز العقبة التي بينه وبين النجاة من العذاب والهلاك ، بل هو أخسر الناس صفقة ومن أكثرهم عذابا ، ولو انه أنفق في سبيل الله وكان من الذين تواصوا بالصبر والرحمة ـ لتجاوز تلك العقبة ، وكان في أمن وأمان من غضب الله وعذابه.
(أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ). أولئك اشارة الى الذين آمنوا وأنفقوا وتواصوا بالصبر والمرحمة ، وأصحاب الميمنة هم الميامين الأخيار الذين يعطون غدا كتب الأمان والسعادة بإيمانهم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ). أصحاب المشأمة هم المشئومون الأشرار الذين يعطون كتب الخزي والشقاء بشمائلهم ومن وراء ظهورهم ، ويساقون الى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها ، فإذا دخلوها أطبقت عليهم الى ما لا نهاية.