جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (٨))
الإعراب :
منفكين خبر لم يكن. ورسول بدل من البينة. ومن الله متعلق بمحذوف صفة لرسول. وفيها خبر مقدم وكتب مبتدأ مؤخر والجملة صفة لصحف. ومخلصين حال من فاعل ليعبدوا. والدين مفعول مخلصين. وحنفاء حال ثانية. في نار جهنم خبر ان الذين كفروا. وأولئك مبتدأ أول وهم مبتدأ ثان وشر خبر الثاني والجملة خبر الأول. وأبدا ظرف زمان متعلق بالخلود ومؤكد له.
المعنى :
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ). المراد بأهل الكتاب اليهود والنصارى ، وبالمشركين عبدة الأوثان من العرب ، ومنفكين أي مفارقين .. وكان أهل الكتاب قد قرأوا في كتبهم ان الله سيبعث نبيا يهدي الى الحق ، وأيضا سمع المشركون بهذا النبي ، فكان بين الفريقين شبه اجماع على بعثة النبي الموعود ، وكثيرا ما كان يقع الخصام والعناد بين أهل الكتاب والمشركين ، ويدعي كل فريق انه المحق والآخر هو المبطل ، ثم يتفقون على ان يرجئوا حكم الفصل بينهم الى مجيء النبي الموعود ، وانهم متى جاء آمنوا به وأذعنوا لحكمه ، وهو المقصود بالبينة التي بينها سبحانه بقوله : (رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ). المراد برسول الله هنا محمد (ص) وبالصحف القرآن ، والجمع باعتبار تعدد سوره أو أوراقه لأن كل ورقة مكتوبة يقال لها صحيفة ، ومطهرة أي منزهة عن الباطل والتحريف ، وضمير فيها يعود الى الصحف ، والمراد بالكتب ان القرآن فيه تبيان الكثير مما أنزله الله في الكتب السماوية السابقة كصحف ابراهيم والتوراة والإنجيل والزبور بل فيه تبيان ما نزل على جميع