الإعراب :
من جعل هذه السورة وسورة الفيل واحدة قال : لإيلاف قريش يتعلق بقوله تعالى : «فجعلهم» ، في آخر السورة السابقة اي ان الله أهلك اصحاب الفيل لتطمئن قريش في بلدها ، ومن جعلها سورة مستقلة قال : لإيلاف قريش يتعلق بفليعبدوا ، او بمحذوف اي اعجبوا لإيلاف قريش. وإيلافهم بدل من إيلاف قريش. ورحلة مفعول إيلافهم. فليعبدوا مجزوم بلام الأمر. والذي أطعمهم صفة لرب هذا البيت.
المعنى :
اختلفوا : هل هذه السورة مستقلة عن سورة الفيل ، او هما سورة واحدة؟ قال الحافظ محمد بن احمد الكلبي في تفسير التسهيل : «ويؤيد القول بأنهما سورة واحدة انهما في مصحف أبي بن كعب كذلك لا فصل بينهما ، وقد قرأهما عمر في ركعة واحدة من المغرب». ويتفق هذا مع قول الشيعة الإمامية ، وقال صاحب الظلال : «هذه السورة تبدو امتدادا لسورة الفيل قبلها من ناحية موضوعها وجوّها».
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ). الإيلاف هو الإيناس ضد الايحاش ، وقريش اسم لقبائل عربية من ولد النضر بن كنانة ، وفي بعض التفاسير : إن قريشا تصغير قرش ، وهي التجارة ، سمّوا بذلك لأنهم كانوا يتجرون ، ويومئ إلى ذلك قوله تعالى : (إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ). كان سكان مكة في القرن السادس للمسيح ثلاث فئات : الأولى قريش ، ولها كل الحقوق. الثانية حلفاء قريش وهم أناس من العرب. الثالثة العبيد الذين لا يملكون شيئا حتى أنفسهم ، وكان لقريش رحلتان للتجارة : إحداهما الى اليمن في الشتاء ، والثانية إلى الشام في الصيف ، وكانوا يذهبون في تجارتهم آمنين ، ويعودون سالمين لا يمسهم أحد بأذى لأنهم سكان مكة وجيران بيت الله الحرام كما قال المفسرون ، أو كما نظن نحن من أن