العرب لا غنى لهم عن الحج إلى مكة ، فإذا تعرضوا لقوافل قريش اقتصوا منهم حين يحجون إلى بلدهم.
ويقول الرواة : ان محمدا (ص) ذهب ذات عام مع عمه أبي طالب في تجارة إلى الشام ، وكان في الثانية عشرة من عمره الشريف ، وان عمه لم يكد يبلغ مشارف الشام حتى عاد به مسرعا الى مكة ، لأن راهبا من رهبان النصارى أوصاه بأن يحرزه في مكة من مكر اليهود والنصارى .. وأيضا قال الرواة : ان محمدا (ص) خرج مع عمه الزبير الى اليمن في رحلة الشتاء ، وكان قد جاوز العشرين بقليل .. كان هذا قبل أن يخرج الى الشام بمال خديجة.
(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ) الضمير يعود الى قريش ، يأمرهم الله سبحانه بترك الأصنام وعبادة الواحد الأحد (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). يذكّر سبحانه بهذه الآية طغاة قريش الذين عبدوا الأصنام من دون الله ، وكذبوا نبيه الكريم محمدا ، يذكرهم بحادث الفيل كيف أنجاهم من ابرهة وجيشه ولو لا فضله تعالى لكانوا هم العصف المأكول دون أصحاب الفيل. وأيضا يذكرهم تعالى بما أنعم عليهم من الرزق بسبب الرحلتين ولولاهما لهلكوا جوعا لأنهم بواد غير ذي زرع ، وفوق ذلك كله جعلهم آمنين مطمئنين على أموالهم وأرواحهم في حلهم وتر حالهم ، ولو لا فضله عز وجلّ لتخطّفهم الناس من كل مكان .. أبعد هذا كله يعبدون الأصنام ويكفرون بأنعم الله ويتوسلون بسواه ، ويكذبون رسوله العظيم؟ حقا ان الإنسان لظلوم كفار.