الإعراب :
ملك الناس عطف بيان لرب الناس ، ومثله إله الناس. والخناس صفة للوسواس ، ومثله الذي يوسوس.
المعنى :
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ). الخطاب للنبي (ص) ، والمراد به الناس لأن النبي لا يلجأ ولن يلجأ إلا الى الله وحده. وكلمة الرب تطلق على المالك والسيد والمنعم ، وكلمة الملك على المهيمن والمتصرف والقادر ويطلق الإله على الخالق والمبدع والمصور والقابض والباسط. والله سبحانه خالق الناس والمنعم عليهم والمتصرف بهم والمدبر لشؤونهم ، فجدير بهم ان يعبدوه ويعتصموا به وحده.
وتسأل : أليس الله خالق كل شيء ، ومالك كل شيء ، فلما ذا خص الناس بالذكر؟
الجواب : لأن الناس هم الذين ارتابوا بخالقهم ، وكفروا بأنعمه واستعانوا بغيره ، أو كانوا أكثر طغيانا من سائر المخلوقات على وجه العموم ، فخصهم سبحانه بالذكر لعلهم يهتدون.
(مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ). الوسواس بفتح الواو اسم مصدر بمعنى الوسوسة ، وهو الصوت الخفي الذي لا يحس ، وبكسر الواو مصدر ، والفرق بين المصدر واسم المصدر ان الأول ينظر اليه نسبة الفعل الى فاعل ، واسم المصدر لا ينظر الى الفاعل بل الى الفعل فقط وبصرف النظر عن الفاعل ، وعلى أية حال فإن المراد بالوسوسة هنا ما يحاك في النفس من الأفكار السوداء التي تصد عن الحق وسبيله .. وما من أحد ينجو من حديث النفس ووسوستها إلا من عصم الله ، وهو سبحانه لا يؤاخد العباد على الوسوسة إلا إذا انعكست على قول أو فعل ، قال الرسول الأعظم (ص) : «لكل قلب وسواس ، فإذا فتق الوسواس حجاب القلب ، ونطق به اللسان أخذ به العبد ، وإذا لم يفتق الحجاب ولم ينطق به