مبينا (١) جعله الله سببا لرحمته ووصلة ووسيلة الى جنته وعلة لمغفرته وابتلاء للخلق برحمته فلو كان الله تبارك وتعالى وضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وأنهار وسهل وقرار ، جم الأشجار داني الثمار ملتف النبات ، متصل القرى من برة سمراء ، وروضة خضراء وأرياف محدقة ، وعراص مغدقة وزروع ناضرة ، وطرق عامرة ، وحدائق كثيرة لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلا (٢) ثم لو كانت الأساس المحمول عليها أو الأحجار المرفوع بها بين زمردة خضراء ، وياقوتة حمراء ونور وضياء ، لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور ، ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ، ولنفي معتلج الريب من الناس ، ولكن الله جل وعز يختبر عبيده بأنواع الشدائد ويتعبدهم بألوان المجاهد ويبتليهم بضروب المكاره إخراجا للتكبر
__________________
والمنتجع : محل الكلاء. والنجمة : طلب الكلاء في الأصل ثم سمى كل من قصد امرا يروم النفع منه منتجعا. قال المحدث الكاشاني (ره) وفي قوله عليهالسلام : «تهوى اليه ثمار لافئدة» استعارة لطيفة ونظر الى قوله سبحانه حكاية عن خليله عليهالسلام («فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ...» والقفر من المفاوز : ما لا ماء فيه ولا كلاء. والنهاوى : المساقط والفجاج جمع الفج وهو الطريق بين الجيلين ، والهز : التحريك ، قال الشارح المعتزلي : اى يحركهم الشوق نحوه الى ان يسافروا اليه فكنى عن السفر بهز المناكب ، وذللا حال اما منهم أو من المناكب وواحد المناكب منكب بكسر الكاف وهو مجمع عظم العضد والرمل : السعي فوق المشي قليلا.
والشعث : انتشار الأمر واغبرار الرأس وتلبد الشعر ، والقنع جمع القناع والحسر ، الكشف قال الفيض (ره) : وبه يتعلق قوله «ورؤسهم».
(١) القنوت : الخضوع.
(٢) قوله عليهالسلام «جم الأشجار» اى كثيرها وداني الثمار : قريبها والتفاف النبات اشتباكها وفي النهج «ملتف البنى» ى مشتبك العبارة والبرة : الواحدة من البر وهو الحنطة.
والأرياف جمع الريف : ارض فبها زرع وخصب وما قارب الماء من ارض العرب ، والمحدقة : المحيطة وعراص جمع عرصة ، الساحة والمغدقة : كثيرة الماء.