أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام : يا هشام ثم مدح الله القلة فقال : (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ).
٣١ ـ في روضة الكافي سهل بن عبيد الله (١) عن أحمد بن عمر قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليهالسلام انا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له : جعلت فداك انا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش (٢) فتغيرت الحال بعض التغير ، فادع الله عزوجل ان يرد ذلك إلينا ، فقال : اى شيء تريدون تكونون ملوكا؟ أيسرك ان تكون مثل طاهر وهرثمة (٣) وانك على خلاف ما أنت عليه؟ قلت : لا والله ما يسرني ان لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وانى على خلاف ما أنا عليه ، قال : فقال : فمن أيسر منكم فليشكر الله ان الله عزوجل يقول : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) وقال سبحانه وتعالى : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٢ ـ في نهج البلاغة أوصيكم عباد الله بتقوى الله فانها حق الله عليكم ، والموجبة على الله حقكم ، وان تستعينوا عليها بالله وتستعينوا بها على الله فان التقوى في اليوم الحرز والجنة (٤) ، وفي غد الطريق الى الجنة ، مسلكها واضح وسالكها رابح ومستودعها حافظ لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين والغابرين لحاجتهم إليها غدا إذا أعاد الله ما أبدى وأخذ ما اعطى وسأل عما أسدى فما أقل من قبلها وحملها حق حملها (٥)
__________________
(١) وفي بعض النسخ «سهل عن عبيد الله ... اه» وهو الظاهر.
(٢) الغضارة : طيب العيش.
(٣) الطاهر هو أبو الطيب أو أبو طلحة طاهر بن الحسين المعروف بذو اليمينين والى خراسان وهرثمة هو هرثمة بن أعين وهو من أصحاب الرضا عليهالسلام وكلاهما من قواد المأمون وخدمته ، وقد مر الحديث في المجلد الثاني صفحة ٥٢٧ وقد ذكر ما ترجمة الرجلين مختصرا في الذيل فراجع.
(٤) الجنة ـ بضم الجيم ـ : ما يستتر به.
(٥) قوله عليهالسلام : «مستودعها حافظه يعنى الله سبحانه لأنه مستودع الأعمال كما قال الله ـ